في هذه التدوينة يعلق الناشط و المحلل السياسي التونسي على السلوك غير المنضبط لرئيس الحكومة الليبي عبد الحميد الدبيبة في علاقة بلاده بتونس وهو بذلك يستغل توتير العلاقات الخارجية لليبيا لأغراض داخلية انتخابية قبل الأوان.
بقلم طارق الكحلاوي *
من الواضح ان رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة شخص متوتر و “مش راكز”. يرد بشكل متوتر في خطاب رسمي على جرائد صفراء ويتجاوز الرد الرسمي التونسي. ثم يكتب تغريدة فيها تهدئة بعد لقاء دول الجوار في الجزائر، بعد لقاء وزير الشؤون الخارجية التونسي عثمان الجارندي مع وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش هناك، والذي رد بشكل ديبلوماسي هادئ على تصريح الدبيبة. ثم يريد أن يقرر من جانب واحد ودون انتظار الجانب التونسي زيارة رسمية لبلادنا. والآن أوساط ليبية تتحدث عن عزمه إعلان استدعاء السفير والتهديد بقطع العلاقات.
للدبيبة حساباته، وهو يبدو في حالة حملة انتخابية متواصلة، وبصدد إثارة انزعاج حتى الشركاء الدوليين لليبيا بطلبه في جلساته المباشرة معهم بتأجيل الانتخابات، بما يعني رغبته في استدامة وضع الحكومة المؤقتة عوض تثبيت الشرعية بالانتخابات كما حددتها خريطة الطريق التي أتت به هو نفسه إلى السلطة، بشكل مؤقت.
لكن هل ان هذه الحملة الانتخابية المتواصلة تبرر التهور والتوتر إزاء موضوع استراتيجي مثلما هو العلاقة مع تونس، حيث كان يقيم ويتردد لسنوات؟!
لنأمل أن يتصرف المجلس الرئاسي الليبي الذي يبدو توجهه أكثر حكمة بشكل يخفف التوتر. ربما زيارة رئيس المجلس محمد المنفي ولقاءه مع قيس سعيد يكون فرصة لنزع الفتيل، ومن المؤكد ان الجزائر ستلعب دورا لتخفيف التوتر وعقلنة العلاقة ومنع الانحدار.
مرة أخرى من واجب السلطات التونسية والليبية الحفاظ على علاقات قوية وتجاوز أي أزمات ممكنة. العلاقات مهمة للطرفين وكانت دائما أبقى وأقدر على الاستمرار من الحكام.
* ناشط و محلل سياسي.
شارك رأيك