“الشعب الذي يريد” هو الشعب الذي يفكر كما يفكر الرئيس قيس سعيد. كل الداعين إلى تعيين رئيس حكومة و إلى تشكيل حكومة ليسوا كذلك. كل الداعين لتوضيح خارطة طريق ليسوا كذلك. و كل الداعين لتطهير القضاء قبل الخوض في حرب الفساد ليسوا كذلك. و كل من يعتبر أن الشعبوية السائدة و عمادها نوع من العدمية التي تعتبر ان المجتمع فاسد مئة في المئة بكل تعبيراته لن تبني دولة و لا وطنا ليسو كذلك.
بقلم فوزي بن عبد الرحمان *
الشعب الذي يريد الحرية و المؤسسات الدائمة و حربا حقيقية ضد الفساد و لا حربا استعراضية فقط ليس من شعب الرئيس حتى و لو ساند قرارات عيد الجمهورية.
الرئيس قيس سعيد هو رئيس كل التونسيين بكل النصوص و لكنه يرفض ذلك و هو يعتبر ان شعبه “المختار” هو الشعب الذي له تمثيل ذهني في عقله و فكره. هو يعتبر انه هو الشعب و هو “الشعب الذي يريد”.
عندما يتكلم الرئيس على السيادة الشعبية هو يتكلم على نفسه لأن كل العمليات السياسية القادمة لن تكون إلا تحت عنوان “مع أو ضد الرئيس” و هي لن تحمل أي محتوي آخر مهما كانت طبيعة النقاشات و أهميتها المصيرية و ذلك لأن اللحظة لا تزال لحظة عاطفية و ستبقى كذلك إلى أن تسترجع نسبة من العقلانية حظها في التواجد.
الرئيس لن يسمح بالعقلانية أن تتواجد و سيعمل على استمرارية اللحظة العاطفية إلى مداها. و لذلك فالشعب العقلاني لن يكون جزءا من “شعبه الذي يريد”.
ما تقوله مجموعة الدول السبع هو امتداد لطلبات جزء كبير من نخب هذه البلاد. جزء من طلب عقلنة الفضاء السياسي و نقاشاته بالمرور إلى عملية تصحيح مؤسسات الدولة و تطهير الفضاء العام و المرور إلى البناء الاقتصادي و الاجتماعي المتؤكد اليوم قبل الغد.
هل سيرضى قيس سعيد أن يكون “واجهة جديدة” لنفس “منظومة الحكم” السائدة ؟ و كم من وقت ثمين سيمضي قبل التحقق من ذلك من طرف “شعب الرئيس” ؟
* وزير سابق للتكوين و التشغيل.
شارك رأيك