لقد حرصتُ على زيارة تونس في هذه الفترة الهامّة للبلاد وأنا هنا للتّعبير عن التزام الاتحاد الأوروبي
وبلدانه الأعضاء تجاه شريك هامّ جدّا بالنسبة لنا وهو تونس.
لقد أقمنا مع أصدقائنا التّونسيّين شراكة استراتيجيّة وقويّة تشمل كافّة مجالات مصالحنا المشتركة. منذ
سنة 2011 كثّفنا التزامنا تجاه الشّعب والسّلطات التّونسيّة لدعم خيارهم المتمثّل في بناء ديمقراطيّة
مستدامة وفعّالة، ديمقراطيّة في خدمة الشعب، وأنا أؤكّد بعد لقاء فخامة رئيس الجمهوريّة قيس سعيّد
اليوم، رغبتنا في مواصلة هذا المسار معا.
استقبلني رئيس الجمهوريّة قيس سعيّد الذي أتوجّه له بالشّكر للمبادلات العميقة والخالصة التي دارت
بيننا كما تحادثت مع السيدة نادية عكاشة، الوزيرة رئيسة الدّيوان والسيّدة سهام بوغديري، المكلّفة
بتسيير وزارة الاقتصاد والماليّة ودعم الاستثمار وكانت لي فرصة للّقاء بممثّلي أهمّ الأحزاب السياسيّة
ومنظّمات المجتمع المدني.
أردت أن أستمع إلى مختلف مكوّنات المجتمع التّونسي وإلى السّلطات لأفهم جيّدا الوضع بكل تعقيداته.
مع التأكيد على احترام سيادة البلاد، ذكّرت خاصّة في لقائي مع الرئيس قيس سعيّد بحرص الاتحاد
الأوروبي على ترسيخ الديمقراطية في تونس واحترام دولة القانون والحقوق والحريات الأساسيّة.
ونقلت للرئيس قيس سعيّد المخاوف الأوروبيّة بشأن الحفاظ على المكتسبات الدّيمقراطيّة في تونس
الكفيلة دون غيرها بضمان استقرار وازدهار البلاد ولا شكّ في أنّ الممارسة الحرّة للسّلطة التّشريعيّة
واستئناف النّشاط البرلماني يدخلان في إطار تلك المكتسبات وينبغي احترامها. تطرّقنا كذاك إلى
التحدّيات الاقتصاديّة التي ترتفع حدّتها شيئا فشيئا و لم تزدها جائحة كوفيد سوى تعقيدا.
في هذا السّياق، لا بدّ أن تسير البلاد نحو استعادة استقرار المؤسّسات مع الحفاظ على هذه الرّكائز
الدّيمقراطيّة والانصات إلى رغبة وتطلّعات الشّعب التّونسي في إطار حوار مفتوح وشفّاف من شأنه أن
يمكّن تونس من الانطلاق مجدّدا على طريق توطيد الدّيمقراطيّة.
سجّلت خلال هذه اللقاءات العديد من الرّسائل، وبالخصوص من لدن فخامة رئيس الجمهوريّة قيس
سعيّد وسأتقاسم في الأيّام المقبلة هذه الرّسائل وتحاليلي مع نظرائي الأوروبيّين في مجلس وزراء
الخارجية والمفوضية الأوروبية والبرلمان الأوروبي ومع زملائي في المؤسّسات الأوروبيّة.
وعلى أساس الإجراءات والتدابير الملموسة التي سيتم اتخاذها في الأسابيع المقبلة سنحدّد في النهاية
أفضل السّبل لدعم ومرافقة الدّيمقراطيّة والاستقرار والرخاء لتونس. لأن هذه هي إرادتنا والهدف من
زيارتي تونس.
شارك رأيك