كتب النائب و القيادي في حركة تحيا تونس مساء اليوم الخميس 17 سبتمبر 2021 على صفحته الخاصة بالفايسبوك عن المنظومة الحزبية التي لفظها الشعب و انتفض و طالب بتنحيتها. و استشهد بن أحمد بقولة رئيس الجمهورية عن ذات المشهد “فليرحلوا بأغلبيتهم و معارضتهم”.
ننقل في ما يلي ما ورد في نص مصطفى بن أحمد:
“الأحزاب في تحدي الوجود؟
في غمرة احتفالهم بسقوط “غريمهم اللدود” حزب النهضة لم يتفطنوا بأن هم أيضا قد جرفهم تيار 25 جويلية ،
كل المنظومة الحزبية وبكل مكوناتها كانت هدفا لتلك ” الإنتفاضة وقد ترجم ذلك الرئيس كل صراحة ووضوح في إحدى تصريحاته حين قال” فليرحلوا بأغلبيتهم ومعارضتهم” بعد أن رفض نصائحهم وتدخلهم بشأن خارطة الطريق التى عليه أن يتبعها وشمل ذلك حتى الأحزاب التي تقربت منه وعرضت عليه موالاته بالمجان أو تلك التي راحت تطالبه بالإعتراف لها بدورها في زعزعة اامنظومة وتمهيد الطريق له في اتخاذ تدابير 25 جويلية التي عزل بها النهضة وتوابعها عن الحكم ، لكن الرئيس بقي مصرا على وضع الجميع في نفس السلة ويعتبر أن عصر الأحزاب يجب أن يولي وينتهى .
لكن المشكل لا يقف عند حد موقف الرئيس وأعمق من ذلك بكثير حيت أن 25 جويلية كشف هوة بين أغلبية الشعب والأحزاب واهتزاز الثقة بينهما وقد صارت الأحزاب في نظر تلك الأغلبية ترمز إلى الفشل والإنتهازية والفئوية والجشع والمغالطة والخداع الإنتخابي.
ما هي العوامل التي أوصلت المنظومة الأحزاب لتلك الوضعية؟
من بين تلك العوامل هي فشل الأحزاب في آداء وظيفتها الآساسية في تنظيم وتأطير جموع المواطنين وتوحيدهم حول بدائل وبرامج تنافس بها للوصول إلى الحكم، وعدم نجاحها في إنشاء مؤسسات حزبية وقيادات جماعية وإخفاقها في التجذر والتأصلها في أعماق المجتمع ، فمنذ البداية تأسست أحزاب ما بعد 14 جانفي بقيت كبناءات فوقية فوضوية ودكاكين ومقاولات تشتغل آساسا للمناسبات الإنتخابية بزعامات نرجسية لا يهم معظمها سوى مصالحها ومستقبلها السياسي .
ومن أسباب تأخر المنظومة الحزبية في لعب دور متقدم بعد 25 جويلية هي عدم التاقطها اللحظة التاريخية ومبادرتها بالقيام بنقد ذاتي بمراجعات قانونية وسياسية لدورها ووجودها على الساحة يضع حدا للفوضى الحزبية ويخلص السياسة من براثن الدخلاء والمغامرين وتجدد المفاهيم والمرجعيات وفق حاجات المجتمع وطموحاته، فإذا أصرت هذه المنظومة عل اتباع نفس النهج والسلوك الذي تعودت عليه فستضع نفسها لقمة سائغة أمام تيار شعبوي ينمو وينتعش من فكرة تحمل الأحزاب وزر النتائج الكارثية للعشرية الفارطة، إن المنظومة أمام تحد تاريخي فإما إعادة بناء نفسها على واقع التحولات الطارئة والمتحركة وأخذ موقعها دون تذيل أو جمود تنظيمي وعقائدي وإما الواري أكثر فأكثر وراء الستار وترك المقود لقوى جديدة مازالت لم تتضح معالمها بعد”.
شارك رأيك