هؤلاء هم الإخوان و هذه هي حركة النهضة و هذا هو راشد الغنوشى و عصابته المتآمرة المنافقة التي تحاول اليوم – باستعمال خطاب زئبقي منمق – العودة من الشباك بعد أن أطردها الشعب من الباب ليلة 25 جويلية الفارط، هم ذاتهم من تجمعوا أول أمس السبت 18 سبتمبر 2021 أمام المسرح البلدي متحالفين مع رموز رديئة مثل الصافي سعيد و عياض اللومى و جوهر بن مبارك فى محاولة بائسة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه لكن الأصوات المقابلة كانت أصوات الشعب الرافض لعودتهم حتى ككومبارس في المشهد السياسي.
بقلم أحمد الحباسي *
لقد كتبنا عنهم و لم نصمت. طبعا حاشا لله أن أسقط فى “الأنا” الحمقاء و أن أزعم كذبا أن العبد لله هو الوحيد الذي تجرأ على الكتابة زمن حكم الإخوان حين كان رصاصهم يقتل و يسيل دماء كل معارض جسور ، بالطبع كان هناك كثيرون ممن وضعوا أكفانهم على أيديهم و ساروا في طريق محفوفة بالمخاطر في كل لحظة.
حركة النهضة جزء من منظومة إرهابية تؤمن بالعنف
بعض هؤلاء لا يزال يتنقل مصحوبا بحراسة أمنية دائمة و بعضهم لا يخفى أنه مشروع شهادة و البعض الآخر لا يزال يؤمن بأن الإخوان إخطبوط دموي متشعب يصعب القضاء عليه بسهولة، حركة النهضة جزء من منظومة إرهابية تؤمن بالعنف قدر مقتها للسلم الأهلية و تؤمن بسلاح التكفير قدر كراهيتها لسلاح التنوير و تؤمن بأن خدمتها للمشروع الإخوانى الهدّام أهم من محافظتها على وطن استشهد من أجله الكثيرون.
لا يجب أن يذهب بكم الظن بعيدا حتى يتسرب إليكم اعتقاد بأن هذه الفئة الشريرة قد تسقط بمجرد قرارات أو قراءة معينة لأحكام الدستور أو تضمحل لمجرد أن خرج منها بعض الذين يئسوا من احتلال موقع المرشد.
حركة النهضة ليس لها مشروع حضاري، هذا الأمر لم يعد خافيا على أحد، حتى قيادات النهضة تؤكد أن الحركة لم تفلح لأنها لا تملك مشروعا للحكم بل مشروعا لحكم الجماعة و ليس لحكم وطن، هذا المكوّن الخطير الذي جثم على صدور التونسيين حتى قطع أنفاسه هو خليط من أناس ترعرعوا بين أحضان عدة مشارب و سفارات و أنظمة و نقلوا أفكارهم حسب الطلب و كانوا مجرد حركة شعبوية للإيجار استغلتها كثير من الأنظمة و أجهزة المخابرات لضرب الحداثية البورقيبية بما يعنيه من حرية المرأة و إجبارية التعليم بالأساس.
من الواضح أن هناك من تم استغفاله بخطاب مغلّف بكثير من عبارات التقوى الزائفة و شعارات الزهد المنافقة و هناك من ظن أن قيام هذه العصابة بإنشاء المدارس القرآنية و توزيع الإعانات و ختان بعض الأبناء الذين يراد ضمهم لاحقا لفكر الجماعة كما يقول الشيخ عبد الفتاح مورو في إحدى خطبه المعلنة هو تعبيد طريق مؤدية إلى مستقبل زاخر بالانجازات فى ظل حكم رشيد، لكن الواقع كذب هذه الطغمة الفاشية و كشفت الأيام أن هذه الحركة لا تريد الا الضرر بالبلاد و العباد.
الإسلميون من أكبر الفاسدين و مهربي الأموال و مفقري الشعوب
نحن لم نصمت و لم نهادن و لم نختف وراء أصبعنا و لم نقتنع أو نصدق أن لحزب الغنوشى مشروعا وطنيا ، لقد حدثونا عن مواصفات مشروع ضخم لحكم البلاد و وعدوا بالحوكمة الرشيدة و تخليص البلاد من الفساد و الرشوة و المحسوبية غير أنه تبيّن أنهم من أكبر الفاسدين و من هربوا الأموال المنهوبة للجنان الضريبية فى الخارج بل هؤلاء من أجمعت كل التقارير و الدراسات من اشتركوا فى مؤامرة ضرب سوريا و من درّبوا و سهلوا تسفير شبابنا الى هناك و من نهبوا البنوك و استحوذوا على كل الاموال التى تركها بن على فى خزائن الدولة.
هؤلاء هم من تمكنوا من الداخلية و العدل و كل مفاصل مؤسسات الدولة وهؤلاء من باعوا كل شيء باسم سلطة تشريعية فاسدة تعمل حسب الطلب و على المقاس و هؤلاء من أثبتت الأبحاث ضلوعهم في الإرهاب و في خدمة المهربين و تجار السلاح. لقد كانت جرائمهم تفوق الجبال لكن صوتنا لم يصمت و لم يتخاذل.
هؤلاء هم الإخوان، هذه هي النهضة و هذا نزر قليل من خطايا و جرائم هذه الفئة الدموية الضالة. لن ننسى كيف صمتوا كلما تم اغتيال شهداء بررة من هذا الوطن لكن كم ذرفوا من دموع سخية على زبانية الإخوان في حادثة مسجد رابعة و عند رحيل العميل محمد مرسى و كذلك لن ننسى كيف سلموا البغدادي المحمودى و كيف نكثوا وعدهم بعدم التحالف مع نبيل القروي و قلب تونس أو “حزب المقرونة” كما سماه شيخهم. لن ننسى غدرهم بحليفهم الرئيس الراحل الباجى قائد السبسى و تطويعهم ليوسف الشاهد لمزيد التغطية على جرائمهم و ضربهم لمؤسسات الدولة و تمرير مخطط قطري تركي يهدف إلى ضرب الاقتصاد التونسي في كل عناوينه.
هؤلاء هم الإخوان و هذه هي حركة النهضة و هذا هو راشد الغنوشى و عصابته المتآمرة المنافقة التي تحاول اليوم – باستعمال خطاب زئبقي منمق – العودة من الشباك بعد أن أطردها الشعب من الباب ليلة 25 جويلية الفارط، هم ذاتهم من تجمعوا أول أمس السبت 18 سبتمبر 2021 أمام المسرح البلدي متحالفين مع رموز رديئة مثل الصافي سعيد و عياض اللومى و جوهر بن مبارك و نجيب الشابي و رضا بالحاج فى محاولة بائسة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه لكن الأصوات المقابلة كانت أصوات الشعب الرافض لعودتهم حتى ككومبارس في المشهد السياسي.
* كاتب و ناشط سياسي.
شارك رأيك