أثناء مغادرة عدنان بوعصيدة، رئيس بلدية رواد (و رئيس جامعة رؤساء البلديات) مكتبه اليوم الإثنين 20 سبتمبر 2021 تحت الحماية الأمنية مرفوقا بصراخ المحتجين المطالبين باسقاطه، ليست حادثة عادية أو عابرة و سوف تكون لها تبعات سياسية.
ان هذا الخروج المهين لمسؤول سياسي محلي معروف بقربه لحزب سياسي كبير، هو حركة النهضة، جاء نتيجة سوء تصرفه و الاخلالات الكبرى التي طبعت عهدته منذ انتخابه 2018 و التي توجها بالفوضى العارمة التي يشهدها مواطنو منطقة رواد منذ يومين في مجال رفع الفضلات. حيث ان اضراب عمال النظافة احتجاجا على الظروف المهنية و المهينة المفروضة عليهم من طرف رئيس البلدية آلت الى اضراب و إلى تراكم أكداس القمامة في كل الاحياء السكنية.
هذا الخروج المهين يعني أن المظلة الحزبية لم تعد تحمي المسؤولين السياسيين أو تسمح لهم بالتهاون في إدارة مصالح منظوريهم وهي تعني أيضا أن المواطن التونسي لم يعد يقبل بمظاهر سوء التصرف وهو حازم في التصدي لها بنفسه. كما تعني عملية طرد السيد عدنان بوعصيدة أن محاسبة السياسيين لا تكون كل 5 سنوات عند الانتخابات و انما يمكن ان تقع في أية لحظة خاصة بالنسبة للمسؤولين المتهاونين بمصالح ناخبيهم أو الذين يروا في المناصب وسيلة لخدمة مصالحهم أو مصالح أحزابهم.
وهو ما يلوم سكان رواد عليه السيد بوعصيدة، الذي يبدي تفانيا كبيرا في خدمة بعض رجال الأعمال في المنطقة القريبين من النهضة و يستغل المساعدات الاجتماعية لمصلحة الدعاية لحزب النهضة حيث ان المستفيدين منها، حسب ما يردده مناهضوه هم من زبانية هذا الحزب.
شارك رأيك