المخصيون يصرخون. يصرخون و يبكون و يندبون عن “انقلاب على الدستور” و هم أول من انقلب على الدستور بعدم إرساء المحكمة الدستورية في آجالها الدستورية. إلى كل الأحزاب و الشخصيات السياسية التي تصدع رؤوسنا اليوم بالتنظير و التحليل أين كنتم عندما استباحت النهضة و حلفاؤها الدستور تحت مسمى التوافق، التوافق على خرق الدستور ؟
بقلم طارق المسراطي *
يصرخون و يبكون و هم خائفون من الحكم الفردي بتعلة الديكتاتورية و الخوف على الديمقراطية، أين كنتم عندما استباح راشد الغنوشي و حلفاؤه الدولة و مفاصلها و برلمانها و أمنها و سياستها الخارجية و الداخلية و أموالها و تعويضاتها ؟ أين كنتم عندما الحاكم بأمره الواحد الأوحد راشد الغنوشي عيّن ابن أخته مستشارا له برتبة و امتيازات وزير و لما لم نسمع لكم صدعا إلا قلة قليلة من الشرفاء المخصيين ؟
يبكون و يندبون على الحريات و حقوق الانسان: أين كنتم عندما استباح هشام المشيشي – غلام راشد الغنوشي – كرامة المتظاهرين و طوّق المدن و الشوارع و جمّع كل أنواع الفرق الأمنية حماية و نزولا عند رغبة سيده الشيخ و نزع سروال شاب في الشارع و سحله و قتل شابا في الإيقاف بمنعه من الأنسولين و الآخر برميه على قارعة الطريق؟
يبكون و يصرخون على تجميد البرلمان المنتخب “شرعيا”: أين كنتم عندما دخل البرلمان الفاسد و المجرم و الهارب من العدالة و المتلقي للأموال من الخارج و المستقوي به و التلاعب بالجمعيات الخيرية التي باعت الوهم و تاجرت بالفقراء و المحتاجين ثم في حركة سحرية أصبح الحزب الثاني، و أنتم موافقون؟
أين كنتم عندما أصرت و افتكت والنهضة لوحدها وزارة تكنولوجيا المعلومات و أنتم تباركون و التي هي في نظرهم أهم من الداخلية و اليوم عندها كل معلومات و تحركات و بيانات الشعب التونسي.
تتباكون و تصرخون على حرية الإعلام و الصحافة، أين كنتم و إلى اليوم ترون على شاشاتكم و تسمعون قنواة تلفزية و إذاعية لا تعلمون تمويلها من أين و كيف و ترفضون تطبيق القانون عليها و أنتم تعلمون.
تتباكون و تباركون بسكوتكم وضع القضاء، أين كنتم عندما استباحت النهضة و حلفاؤها القضاء و أنتم تعلمون بإتلاف الملفات و تهميش قضاتها و تسمية من يرضون، بشير العكرمي و الطيب راشد هما الجزء الظاهر و مثلهم عشرات.
تتباكون و خائفون على انهيار الاقتصاد، أين كنتم عندما استباح نائب مجرم نقل الفسفاط بمئات المليارات و أعطيتم مباركتكم لتوريد النفايات و فتحتم البلاد و أسواقها على مصرعيها للبضاعة التركية و غيرها لقتل الفلاح و الصناعي التونسي ؟
أين كنتم و أين كنتم و أين كنتم و أين كنتم… و القائمة طويلة…
اليوم لا يحق لكم الصراخ و إعلاء أصواتكم على الأقل استحياء من هذا الشعب الصبور و الطيب الذي أعطاكم مهلة بعشر سنوات، اليوم و لولا تدخل قيس سعيد لإنقاذكم من أنياب الشعب الصبور الذي إذا جاع و غضب لن يبقي منكم أحدا و لا كانت البلاد نارٌ و دماء…
لذا لا يحق لكم اليوم العويل لا أنتم و لا مشغليكم من الخارج. اليوم الشعب التونسي هو المراقب الوحيد لدولته و للإجرائات الاستثنائية، هذا الشعب الذي حقّرتموه و استصغرتموه و استضعفتموه و ظننتم أن لا حول له و لا قوة… نسيتم أنه هو من فتح صدره للرصاص و سقت دمائه هذا الوطن، وطنه هو و أنتم لستم سواء راكبين على إنجازه… لذا أصمتوا و اتركوا الأمر لهذا الشعب فهو يعلم ما لا تعلمون و مما لا تعلمون… إشششش بيتك…
* سينمائي.
شارك رأيك