مؤشرات توتر العلاقة بين تونس وفرنسا؟! خبرين في سياق ما أشرت إليه بالأمس الاثنين 27 سبتمبر 2021، أي أن تشابه افتتاحيات ناقدة بقوة لقيس سعيد في صحف فرنسية تمثل الإعلام السائد ليس معزولا عن الموقف الفرنسي الرسمي.
بقلم طارق الكحلاوي *
الخبر الأول: حسب موقع افريكان انتليجانس في مقال بالأمس يخص القمة الفرنكفونية في جربة أنه حتى الآن لم يؤكد إيمانويل ماكرون مشاركته في القمة. المقال يقول إن المشكل يعود إلى أشهر مضت لتباطؤ قيس سعيد في التحضير لقمة لم يكن متحمسا لها أصلا فالفكرة تعود للباحي قائد السبسي. يضاف إلى ذلك القرار التونسي بتنظيم القمة في جربة التي لا تتوفر حسب الطرف الفرنسي على مقومات لوجيستية للقمة. طبعا من السخرية أن يفسر أي كان ذلك بأن ماكرون صاحب نظرية “ضرورة أن يحكم الرجال الأقوياء إفريقيا” والداعم الأساسي لخليفة حفتر، أن مشكله الديمقراطية. من الواضح أن قيس سعيد “ماهوش في الجيب” الفرنسي (“ما شاورناش”)، والقرب الجزائري من تونس (نقدها التدخلات الأجنبية في تونس) ونظرا لعلاقة الجزائر الفاترة بفرنسا يعزز فرضية برود تونسي فرنسي.
الخبر الثاني: نقلا عن كالة فرانس برس، قررت باريس تشديد شروط منح التأشيرات لمواطني المغرب والجزائر وتونس ردا على “رفض” الدول الثلاث إصدار التصاريح القنصلية اللازمة لاستعادة مهاجرين من مواطنيها، وفق ما أعلن الناطق باسم الحكومة غابريال أتال اليوم الثلاثاء 28 سبتمبر. هنا الأمر لا يخص تونس لكن يزيد في عوامل التوتر موضوعيا. ومن المفارقة أيضا أن فرنسا تشدد إجراءات التأشيرات قبيل القمة الفرنكفونية على دول تعتبرها فرنكفونية.
مجددا هذا تذكير أن العلاقة الاستراتيجية مع السياق الفرنكفوني رهان خاطئ تورطت فيه دولة ما بعد الاستقلال عزلنا عن العالم (الذي تحرك نحو الفضاء الأنقلوسكسوني في العقود الأخيرة بشكل حاسم) ولم نستفد منه كثيرا.
مرة أخرى ننقد وسننقد قيس سعيد على انفراده بالسلطة وخرق الدستور في إطار وطني، لكن لن نفعل ذلك في إطار تعزيز والاحتفاء والترويج للموقف الفرنسي كما يفعل أنصار حزام حاول أن يفعل ذات الشيء مع واشنطن عبر لوبيينغ مؤسسة “Dawn” لقطع المساعدات العسكرية والطبية على تونس وفشل حتى الآن (الإدارة الأمريكية اكتفت حتى الآن بطلب تسقيف زمني). وهو موقف “صبايحي” بامتياز إذا استعملنا مفردات أنصار الحزام.
أيضا ما هو موقف من بنوا سردية متعسفة حول قيس سعيد “بواس الأكتاف” و”عميل فرنسا”؟! هذه الشتائم للتذكير تأتي من مساندين لكتلة نيابية أسقطت لائحة الاعتذار.
* محلل سياسي و مدير عام سابق للمركز التونسي للدراسات الاستراتيجية.
شارك رأيك