قصيد جديد للشاعر طه عبد القادر العلوش الطبيب والناشط السياسي التونسي في “رثاء” الإسلام السياسي في تونس ممثلا في حركة النهضة و أزلامها الذين جرجرتهم وراءها في سقوطها المدوي والمهين.
لا تتجنّى على الزمّان بغدر فإن انتصار الأوغاد محال
توريك الأيام الخوالي دروسًا لا تدركها سوى في ساحات الوَغَى
عفوا رَبّاه من كل زيغٍ فإنّ كمال الإنسان منتهَاهُ شطط نُقصانِ
لست يا خالقي لطبول الحرب بقارع ولكن الزُهْد في الأغماد إذلال
يحدثونك عن المروءة بشغفِ الأطفال ثم يبيعونك شرف الولاء بأَبْخَس الأثمانِ
يناصرونك عند قِمَم الجبال ثم ينكرونك عند سُفُوحِ التلال
فوالله لا نبالي لا بجَلَبَة تجَمُّعِهم ولا بدَوِيّ تخلفهم عن الرَّهْط ساعة الرزاء
هم عندنا بمثابة الضئيل المُهْمَلِ بل أعُدّهم من سَقْطِ المتاع
نواصل المسير ولو حفاة فوق الصعيد القانِي
وإنْ تحت التّراب الدانِي تَشُقُ نجوانا خَرَسَ الشنآن
للدرب المنير نحن صُنّاع مهما خالنا الجهّال ضعفاء
نخيط لهم المسار بين الجادّة و الشِريان فيخّيل لهم أنّهم لأشدّاء
فإن أفاقوا من غفوتهم أكثروا من العواء والسعراء
بل أنَّى لهم ان يَصْحُوا من غفلتهم فلا بلْسَمَهم من سَقَمٍ دواء الداء
يلاحقون سراب الشِّفاء من كل صوب ومن كل فجّ و في كل آنِ
فلا يحصدون سوى سجن الأوهام تارة بعباءة النجاة و طورا بكساء المعافاة
هذه مغالاتكم في التودّد و هذا تلوّنكم كأجبن حرباء
فتفضّلوا الآن بترجّل صراط العدل والانصاف لتنالوا نصيبكم ثم تعانقوا مصيركم بين الأحياء
هنيئاً لكم بالمرقد الأزلّيِ بين الخوالي فاليوم لن ينفعكم مال أو جاه ولا حتّى الإنصات للخُطَبِ العصماء
شارك رأيك