لعل من السمات السلبية البارزة لدى قيادات حركة النهضة أنهم بارعون في الكذب و المخاتلة هذا على الأقل ما يقوله الرئيس قيس سعيد و ما قاله أكثر من ملاحظ و متابع و من بينهم الرئيس الراحل الباجى قائد السبسى. طبعا لعل أشهر من عبّر عن الوجه الحقيقي هو مؤسس تنظيم الإخوان الشيخ حسن البنا حين وصفهم الوصف الشهير “لا هم إخوان و لا هم مسلمون”.
بقلم أحمد الحباسى *
قد يخيّل للقارئ من هذه المقدمة أن الحديث سيكون عن الكذب و النفاق إلا أن القصد في الحقيقة هو البحث عن إجابة مقنعة للسؤال القائل : لماذا لا نثق بتصريحات قيادات النهضة مثل سمير ديلو و عبد اللطيف المكي و غيرهم من قيادات حركة النهضة التي تحاول الإيحاء بكونها تختلف في الشكل و المضمون عن تصريحات الشيخ راشد الغنوشى و بطانته؟
لعل الإجابة عن هذا السؤال تتطلب التذكير بأن أدبيات فكر الحركة الاخوانية منذ تأسيسها على يد الشيخ حسن البنّا سنة 1928 يقوم على النفاق و التقية و التمكين و هذه الأدبيات تجعل المنتسب لهذه الحركة كاذبا محترفا و ليس كاذبا بالصدفة و الكذب لدى الإخوان مكرمة و ليس سبّة و عليه فان تعود الإخوانى على الكذب هو من جعله محل شك و ريبة دائما خاصة بعد أن انكشفت حقيقة هذا التنظيم الدموي و ميله الفطري لممارسة الإرهاب و العنف في أبشع و أقذر مظاهره. هذه الشريحة كانت و لا تزال تمارس الكذب الممزوج بالمغالطة و الخداع و التضليل و هذه الممارسة تشمل الجميع بمن فيهم هؤلاء المنتسبين لهذا التنظيم اللقيط ليكتشف هؤلاء أن قيادات الحركة تدير لهم الأدبار بمجرد وصولها للكرسي و حصولها على مغانم السلطة.
الإسلاميون في “حالة إنكار تامة” لحقيقة سقوطهم
لا يمكن لعاقل أن يصدق قيادات مثل سمير ديلو أو لطفي زيتون أو عبد اللطيف المكي أو حتى المغضوب عليه أخيرا عماد الحمامى فالإخوان سلّة واحدة و فكر مخاتل واحد و توجهات زئبقية واحدة بحيث لا يتغيرون حتى لو تغيّرت الظروف و الأحوال و لذلك تجدهم اليوم في “حالة إنكار” واضحة كما صرح بذلك سمير ديلو بعد الاجتماع العاصف الأخير لمجلس الشورى، فهذه الشريحة الكاذبة لم تصدق لحدّ الآن أن رياح التغيير و الغضب الشعبي قد هبّت و أن فكر الإسلام السياسي في تونس قد أينع و حان قطافه و إسقاط رموزه الذين باعوا الوطن برخص التراب.
لقد ظن إخوان القرضاوى أن هذا الشعب لن يثور ضدهم أبدا لأنهم أولياء الله في الأرض و الذين لا يأتيهم الباطل من أية جهة. لقد أوصلهم الوسواس الملعون إلى مرحلة من اليقين الخادع بأنهم وضعوا هذا الشعب في جيوبهم الملآنة بالأموال المنهوبة من ودائع البنوك و الإتاوات المفروضة على رجال الأعمال و الإعلام و ظنوا في لحظة عته و غرور زائد أنه يستطيعون جرّ هذه “الأغنام” إلى حيث يريدون.
هؤلاء المرضى النفسيون يتناسون أو يغضون الطرف على حقيقة تقول أن حبل الكذب قصير لأنها فئة لا تهمها إلا مصالحها الأنانية الضيّقة و لذلك تراهم لا يلقون بالًا حتى لمقولة الفيلسوف اليوناني أرسطو: “الكذابون خاسرون دائمًا”، ولا سيما أن أحدًا لا يصدقهم، حتى ولو صدقوا.
ضرورة محاسبة هذه الفئة الباغية التي عاثت في البلاد فسادا
اليوم يجنون حصيلة ما ارتكبوا من جرائم و خطايا في حق هذا الوطن المنكوب و اليوم من حق هؤلاء المظلومين أن تتم محاسبة هذه الفئة الباغية التي عاثت في البلاد فسادا و لا نقصد بالمحاسبة المحاسبة القضائية فقط بل يجب أن تتبع الأحكام الصارمة عقوبات رديفة تمنع هؤلاء من ممارسة الحياة السياسية أو تقلد المناصب أو حق التمتع بالعفو و لما نزع الجنسية عن بعض من ثبت تعاملهم مع جهات أجنبية متآمرة أو قاموا بأعمال تمس من الأمن القومي أو الغذائي.
يتباكون بدموع التماسيح و يخاتلون المتابع بعبارات كاذبة و يمتنعون عن الفهم بأن قطارهم قد توقف في محطة 25 جويلية 2021 و عليهم النزول و مواجهة غضب الشارع، لا أظن أنهم لم يستمعوا إلى صراخ تلك المرأة في مظاهرة يوم الأحد بشارع الحبيب بورقيبة حين شتمت شيخ الإخوان و اتهمته بقتل شهداء الوطن و نهب أموال الشعب و بكونه السبب الأول في كل ما حصل في تونس من دمار و تدمير، لقد وصل الضيق و الإحباط بتلك السيدة العجوز أن لعنت حركة النهضة من ألفها إلى يائها متمنية من الرئيس محاسبة قيادات الدمار محاسبة تشفى غليلها.
لقد أظهرت هذه المظاهرة الشعبية كم الكراهية و الحقد التي تحملها الأغلبية تجاه هذه الأقلية الفاسدة و بيّنت للعالم أن الغنوشى ستكون نهايته نهاية حسن البنا و سيد قطب و محمد بديع و محمد مرسى و بقية قيادات إخوان الغدر.
* كاتب و ناشط سياسي.
شارك رأيك