في إطار تظاهرة “العودة إلى الأوبرا” التي ينظمها مسرح أوبرا تونس والتي تحتفل بعودة الحياة الثقافية إلى أوجها، احتضن مسرح الأوبرا بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي في سهرة الجمعة 08 أكتوبر 2021 عرض الموسيقى الكلاسيكية “موزارت” للأركستر السمفوني التونسي بقيادة المايسترو محمد بوسلامة.
طالما سمي بالطفل الأعجوبة الذي هزم بقوة روح إبداعه وإصراره، ضعف بنيته وسقم صحته، وكذلك جولاته الموسيقية الطويلة والمتعبة، منذ مراحل مبكرة في حياته، ولهذا سمي بعبقري الموسيقى العالمية الذي خطف قلوب الأباطرة والملوك، ولفغانغ أماديوس موزارت، والذي انطلق سهمه من قلب المأساة وحضنها في القرن التاسع عشر، ليستقر في صميم أيقونة مخزون التاريخ الذي يحكي عظمة المبرزين الخالدين. ولهذا اختار الأركستر السمفوني التونسي الاحتفال به في عرض قدّم مجموعة من أجمل روائعه الموسيقية أعادت برونقها وسلطانها الحياة إلى جمهور تعطّش لنهل الموسيقى والسباحة في جداولها.
ثلاثة مقطوعات خالدة اختار المايسترو محمد بوسلامة إحيائها رفقة الأركستر السمفوني التونسي الذي أثبت ككلّ مرّة أنّ الاحتراف يُسمع ولو صُمّت كلّ الآذان حوله. كان الافتتاح مع مقطوعة “Don Giovanni” التي تعتبر الأوبرا الأكثر قتامة لموزارت، ألفها بعد وفاة والده، اقتبس فيها سيرة متداولة بين نبلاء أوروبا عن نبيل من مدينة البندقية الإيطالية يدعى جياكومو كازانوفا الذي يتنقل بين عواصم ومدن عديدة وذاع صيته كزير للنساء.
أما المقطوعة الثانية “Concerto pour clarinette” فقد قدمها الأركستر مرفوقا بالصوليست يوسف المسعودي على آلة الكلارينيت، وهي أحد أواخر الأعمال التي أتمها موزارت ومات بعدها بشهور، وتتميز المقطوعة بالحوار المميز بين الكلارينيت المنفرد وبقية الأركستر.
اختتم العرض بعد فترة استراحة دامت 15 دقيقة مع مقطوعة La Quarantième symphonie” ” قبل أن يعتلي كلّ من الباريتون هيثم الحضيري والسوبرانو نسرين المهبولي الرّكح لتقديم ” Noces de Figaro” المستوحاة من قصة (زواج فيغارو) للكاتب الفرنسي الشهير بومارشيه، وتعتبر من أعظم أعمال موزارت الذي اشتهر بابتعاده في أعماله عن تقاليد من سبقه وبحثه عما يلامس الناس، تلتها مقطوعة “Zaide” وموسيقى المسرحية الأوبرالية “d’Idomeneo
شارك رأيك