انتظمت الندوة الصحفية للدورة 32 لأيام قرطاج السينمائية المنتظرة من 30 نوفمبر إلى 6 نوفمبر 2021 من طرف أعضاء إدارتها برئاسة المخرج رضا الباهي و ذلك يوم أمس الثلاثاء 12 أكتوبر.
انعقدت الندوة الصحفية الخاصة بالدورة 32 لأيام قرطاج السينمائية التي تحمل شعار “نحلم.. لنحيا ” بحضور ممثلي مختلف وسائل الإعلام التونسية والأجنبية، وكان المخرج رضا الباهي مدير عام الدورة قد بسط أمام الحضور فلسفة الأيام وقيمها الثابتة وأهم المستجدات الخاصة بالنسخة الحالية التي تأتي في ظل ظروف استثنائية طبعتها جائحة كورونا بطابع مخصوص جعل أهل الثقافة في تونس وخصوصا السينمائيين في تحد حيني.
أشار رضا الباهي إلى عودة المسابقة الرسمية بعد غياب أفقد الأيام نكهتها معتبرا ذلك وفاء للأهداف الثابتة للأيام التي من أجلها بعثت أواسط القرن العشرين مشيرا إلى أن هذه التظاهرة الفريدة من نوعها في العالم العربي وفي إفريقيا ستبقى فضاء للفن والتفكير والتفلسف…
بعد السينما في السجون السينما في الثكنات
وبخصوص مستجدات الدورة الحالية تحدث الباهي عن بعث جائزتين جديدتين هما “جائزة لينا بن مهني” و”جائزة المنتج الصادق الصباح” بقيمة مالية قدرها 15 ألف دينار تونسي لكل واحدة.
وأوضح رضا الباهي أن الدورة الحالية ستمعن في اللامركزية بمزيد التوجه نحو الجهات الداخلية للبلاد ودعوة الشباب المهتم بالسينما للقيام بتربصات وسيكون ذلك وفق ترتيبات خاصة الهدف منها بعث نواتات لمهرجانات وأنشطة سينمائية من شأنها أن تدفع بالفن والثقافة في دواخل البلاد… وإلى جانب “أيام قرطاج السينمائية في السجون” التي دأب عليها المهرجان في الدورات الأخيرة قدم رضا الباهي المولود الجديد وهو “أيام قرطاج السينمائية في الثكنات العسكرية” التي ستذهب إلى الجنود في ثكناتهم…
كما استعرض مدير عام أيام قرطاج السينمائية في خاتمة تدخله ضمن الندوة الصحفية عدة أرقام ومؤشرات تتعلق بالنسخة الحالية منها أن 750 فيلما عربيا وإفريقيا سيتم عرضها ضمن 11 قسما ومنها 200 فيلما طويلا أما الدول المشاركة فهي 45 دولة منها 17 دولة عربية وافريقية.
ومن جهته أكد سليم الدرقاشي مدير عام المركز الوطني للسينما والصورة أن هذه الدورة المنعقدة في ظروف استثنائية تعتبر تحديا مجتمعيا لأنها تسهم في إعادة الحياة إلى سالف عهدها مضيفا انها ستكون وفية لثوابتها والتزاماتها الأخلاقية والفنية تجاه جمهور المتلقين وتجاه شركائها، وبين أن المركز الوطني للسينما والصورة أطلق مسابقته للإنتاج الخاص بهذه الدورة وأفرزت دعمه لأربعة أفلام تونسية مقتبسة من الأدب التونسي وتحديدا من القصة التونسية.
الدعم المتواصل لسينما الجنوب
أما الناقد السينمائي كمال بن وناس المدير الفني للدورة 32 لأيام قرطاج السينمائية فقد تحدث عن خصوصية المهرجان رغم زحمة التظاهرات الناشئة بالعالم العربي وبإفريقيا والمتمثلة أساسا في الدفاع عن الفكر الحر والقضايا الحارقة للمجتمعات ودعمها اللامشروط للرؤى السينمائية المتجددة وأضاف بن وناس أن المهرجان وفي للأرضية الثقافية التي ما انفك يدافع عنها منذ 1966 إلى اليوم وهي دعمه لسينما الجنوب التي تجد في قرطاج نافذة لقول حقيقتها والإصداح بصوتها بشكل فني وجمالي لائق، كما تحدث بن وناس عن المقاييس الرمزية التي يتم من خلالها انتقاء الأفلام للمشاركة في مختلف الأقسام ومن أهمها إيلاء الأهمية القصوى لصورة جمهور أيام قرطاج السينمائية الذي لم يكن يوما جمهورا يلهث وراء السينما التجارية المتوجهة نحو الغرائز موضحا أنه جمهور تعلم من الأيام فن طرح السؤال الفلسفي حتى صار جمهورا ممهورا بالمعرفة والفن. ومن المقاييس التي أشار إليها الأستاذ كمال بن وناس هي خلق فضاء نقي للحوار المفيد بين المخرج والجمهور…
ختم المدير الفني للمهرجان تدخله خلال الندوة الصحفية بالإشارة إلى النظرة التي ستخصص للسينما البلجيكية وإلى الشرفة التي ستفتحها الدورة على الجارة ليبيا والتي اعتبرها فرصة للإطلاع على السينما الليبية وخصوصا ما يقوم به المخرجون الشباب…
أما المائدة المستديرة التي ستخصص للفيلم الفرنكفوني فقد اعتبرها الأستاذ كمال بن وناس فرصة للنقاش الثقافي والفني بين المختصين في الشأن السينمائي على اعتبار أن الفضاء الفرنكفوني هو أيضا فضاء للاستثمار…
شارك رأيك