“المرض ماض في التهام العزيزة راضية… اليوم ذهبنا إلى المستشفى العسكري… ومن المنتظر أن تعود إليه خلال الأسبوع القادم لتقيم به مدة قصد العلاج.
“ذات يوم قالت راضية لابنتنا الكبرى نادية: ما كنت أحسب أن المرض سيطيح بي بهذه السرعة وفي هذا السن.
وفي مناسبة أخرى أسرّت لي:في الوقت الذي ظننت فيه أن الحياة ستمنحني نصيبا من الراحة بعد عقود من التعب والمعاناة ها إنني أجد نفسي في مواجهة غول جديد لست أعرف من سيفتك منّا بالآخر…”
تحت وقع الألم كتبت هذه الكلمات عساها تخفف من حملي…
بِقَلَم: حَمّه الهَمَّامِي
(1)
مُذْ عَرَفْتًها
صَوْتُهَا يَرِنُّ
في أُذُنِي،
في كُلّ لَحْظةٍ،
فِي كُلِّ سَاعَةٍ…
وإنْ تَعذّرَ
ففِي مَسَاءِ كًلِّ يَوْمْ
تَسْألًنِي عنّي…
وَتَغْمُرُنِي حُبًّا
وَمَوَدَّةً
وَتَبْعَثُنِي مِنْ جَدِيدْ…
(2)
اِنْتَهَى الرَّنٍينْ…
لَا صَوتَ يهتفُ
اليَوْمَ
وَلَا هَاتِفَ
يَرِنُّ…
عَمَّ الصَّمْتُ أَرْجَاءَ
عَالَمِنَا…
لَا كَلِمَةَ
فِي الصَبَاحِ
وَلَا تَحِيَّةَ فِي المَسَاءْ
وَلَا حَدِيثَ فِي اللَّيْلْ…
أَهُوَ الصَّمْتُ؟؟
أهًوَ الصَّمْتُ؟؟
آهٍ…
أَيُّها الصَّمْتُ
يَا سَيِّدَةَ الزَّمَنً
آهٍ…
يَا أًيًهَا الوقْتْ !!!
(3)
آهٍ…
أَيَّهَا الأَلَمً
يَا ظِلِّي
يَا قَرِينِي…
مُذْ تَلَاقَيْنَا
أَصْبَحَتُ أَخْشَى
إنْ فَارَقْتُكَ
تَقْتُلُكَ الوَحْدَة
وَإنْ فَارَقْتَنِي
يَقْتُلُنِي الجُنونْ
فتَعالَ
تَعالَ
فَبِيَ تَبْقَى
وبِكَ أَحْيَا…
(5)
آهٍ…
أيُّها الأَلمْ
مزّقْ جَسَدِي
وَاشرَب مِن دَمِي…
أَوِ الْتَهِمْني
مرّةً وَاحِدَةً…
إنْ شئْتَ
لكنْ خَفِّفْ عنْها
وأعِدْها إلَيّ..
وخُذني إنْ لَزِمَ الأَمْرُ
قِرْبَانًا…
فقد خُلِقْتُ،
لِأَكُونَ،
في المُنْتَهَى،
لَكَ…
أوْ لَهَا..
هَذا الصَّباح
من أمام المستشفى العسكري
تونس في 13 أكتوبر 2021
شارك رأيك