حفل توزيع ميداليات المناظرة التونسية للمنتجات المحلية التي تنظمها وكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية (APIA)، ينتظم عشية اليوم الخميس 14 أكتوبر إبتداء من الساعة الثالثة بعد الزوال في مدينة العلوم بتونس.
التظاهرة تنظم تحت رعاية وزارة الفلاحة، وبالتعاون مع وزارة الصناعة، ووزارة السياحة والصناعات التقليدية، وبدعم من مشروع النفاذ إلى أسواق منتجات الصناعات الغذائية والمنتجات المحلية (PAMPAT2) الذي تنجزه منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية وتموّله كتابة الدولة السويسرية للشؤون الاقتصادية (SECO).
احتضنت مدينة العلوم بتونس، في الفترة من 5 إلى 7 أكتوبر، اللقاء الحاسم لجلسات التذوق. وخلال ثلاثة أيام، قام المتخصصون والخبراء والمنتجون والمستهلكون بالفحص بكل دقة لنقاط القوة والضعف في 625 منتجًا متنافسا في سباق الحصول على الميداليات والامتياز.
أيام لذيذة للتذوق
وقد تمت هذه الجلسات المخصصة للتذوق في إطار المناظرة التونسية للمنتجات المحلية التي تنظمها وكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية (APIA)، تحت رعاية وزارة الفلاحة، وبالتعاون مع وزارة الصناعة، ووزارة السياحة والصناعات التقليدية، وبدعم من مشروع النفاذ إلى أسواق منتجات الصناعات الغذائية والمنتجات المحلية (2PAMPAT) الذي تنجزه منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية وتموّله كتابة الدولة السويسرية للشؤون الاقتصادية (SECO).
وتعتبر عملية التذوق اختبارا حاسما لمنح الميداليات التي يشرح لنا إجراءاتها السيد رضا غادر رئيس لجنة التذوق بقوله: ” لقد تمكّنا بفضل النسختين الأخيرتين في مناظرة المنتجات المحلية من اكتساب المزيد من الخبرة، وتتكون لدينا اليوم فرق المتذوقين من ثلاثة أصناف من المحلّفين الحكّام، وهم أولا المتخصصون، وثانيا المنتجون الذين لا يحقّ لهم تذوق منتجاتهم الذاتية، وثالثا المستهلكون.ذ
ويجري الاعتماد على أربعة مقاييس لتقديم علامات التقييم التي يتم ضبطها وتحديدها بإجماع الحكّام الثلاثة وهي: المظهر والرائحة والذوق والانطباع العام الذي يوحي به كل منتَج. ومن الضروري العمل على حصول 30٪ من المنتجات المتنافسة على ميداليات ذهبية أو فضية أو برونزية بصفة متراكمة. وإثر ذلك، تخضع للتقييم جميع المنتجات الحاصلة على ميداليات ذهبية، في كل فئة من الفئات الخمس المحددة مسبقًا، ليتم منحها جائزة الامتياز في فئتها. مع الإشارة إلى أن الحُكم يتم على جميع المنتجات وهي مخفية الاسم ومعرّفة برمز يضمن إمكانية التتبع وتحديد مرجعها.”
وبخصوص هذه المسابقة، عبّر الطاهي الأول منير العارم، رئيس الأكاديمية الوطنية للمطبخ الفرنسي – وفد تونس، الذي شارك في جميع نسخ مناظرة المنتجات المحلية التونسية، عن الشرف الدائم الذي يناله “بإبراز المنتجات المحلية، والمنتجات التونسية بشكل عام.” وأضاف: “لا يوجد أفضل من الطاهي لعرض المنتجات الفلاحية، فجوهر مهنة الطباخين تقديم أطباق لذيذة للمستهلكين. لذلك لا يمكننا إلا أن نكون شركاء في مثل هذا الحدث، ذي البعدين الوطني والدولي في نفس الوقت. ولذلك، نحاول أن تكون ملاحظاتنا التي ندلي بها سديدة قدر الإمكان، مع توضيح المواضع الأساسية التي تحتاج إلى مزيد التحسين. فنحن لا نقدم فقط علامات تقييمية، بل نقدم النصائح والتعليقات.”
ومن جهته يرى الطاهي الأول رفيق التلاتلي أن: “هذه اللقاءات وهذه المسابقة تعتبر أمرا إيجابيًا، لأنها تجمع كافة الحرفيين في المنتجات المحلية وتساهم أيضًا في إبراز والتعريف بالمنتجات المنسية إلى حد ما. واعتقد الآن أنه لا ينبغي الاكتفاء بذلك فقط، بل أن نذهب إلى أبعد من ذلك من خلال إدراج وترتيب هذه المنتجات في الكتب، على سبيل المثال، أو حتى من خلال الحملات الإعلامية لتعريف المواطنين بما يحدث في هذا المجال خارج مدينتهم. إن هذا العمل مهمّ جدا لتعميم الثقافة المتعلقة بالمنتجات المحلية في جميع أنحاء تونس. “
حفل توزيع الميداليات يوم 14 أكتوبر
ويشير الطاهي الأول فؤاد الفريني، الذي كان هو أيضًا حاضرا منذ النسخة الأولى، إلى أنه: ” من نسخة إلى أخرى، يمكننا أن نشعر بتطور إيجابي من حيث تنوع المنتجات وعددها. وهذه القفزة، النوعية والكمية، لا تمنع وجود بعض المنتجات التي تحتاج إلى التحسين، ونحن هنا لهذه الغاية. وقد لاحظت بشكل عام أن المستوى العام قد تحسن بشكل واضح مع وجود بعض المنتجات الجيدة جدًا وحتى الممتازة.”
على عكس زملائها الثلاثة، تحضر الطاهية الأولى أسماء العجيمي لأول مرة في مناظرة المنتجات المحلية التونسية وقالت إنها تشعر: “بالسعادة لما لقيته من جو ودي يسمح بمقابلة أشخاص جدد في هذا القطاع. لقد شاركت فقط في اليوم الأخير من جلسات التذوق، لكنني سعيدة بالمساهمة في تحسين المنتجات المحلية وتثمينها. “
وتشارك نجوى الضفلاوي رئيسة الشركة التعاونية للخدمات الفلاحية (التحدي – القيروان) في هذه الأيام كمُنتِج من أجل تذوق وتقييم منتجات فلاحين آخرين. وهي لا تخفي رضاها عن المساهمة كحَكَم محلف: ” لقد شاركت في جميع النسخ السابقة وأجد هذه التجربة خارقة للعادة. وبفضل جلسات التذوق، لدينا فرصة لتحسين جودة منتجاتنا مع اغتنام المناسبة لتحقيق أهداف أعلى، حتى بالنسبة لتلك المنتجات التي تفوّقت في السابق.”
وفي السياق نفسه، يؤكد الهادي اينوبلي، مدير مصنع في شركة “صان انتي باصتي” Sun Antipasti والذي كان حاضرًا أيضًا في جميع النسخ السابقة من المناظرة: ” نشارك في كل مرة بمنتجات جديدة في المناظرة، ولكن أيضًا ببعض المنتجات التي سبق لها التنافس، بعد أن أدخلنا تحسينات عليها في ضوء النصائح والملاحظات التي قدمها لنا الحكّام بعد جلسات التذوق. وفعلا، مثل هذه الجلسات تسمح بالحُكم على المنتجات من قبل خبراء، الأمر الذي لا يمكن إلا أن يكون مفيدًا من أجل السعي لتحقيق الكمال الأقصى. “
وفي تجربتها الأولى، تعتبر خولة ستي ممثلة المستهلكين أن: “هذه مبادرة جيدة جدًا لتثمين المنتجات المحلية التي نفخر بها والتي نريد المحافظة عليها، ومن المثير للاهتمام أيضًا العثور على مثل هذه المجموعة المتنوعة من المنتجات. فعلا هناك كل الأصناف، منها ما يجب تحسينه، ولكن هناك أيضًا منتجات لذيذة في عدة مجالات وجديرة بأن تمثل تونس أحسن تمثيل. “
وهكذا، سيتم الحسم في نهاية هذه الأيام الثلاثة من التذوق اللذيذ، حيث سيجري الكشف عن الحُكم يوم 14 أكتوبر خلال حفل توزيع الميداليات والذي سيتلوه مباشره فتح سوق المنتجات المحلية اعتبارًا من يوم 15 والى غاية 17 أكتوبر دائما في أحضان مدينة العلوم بتونس.
شارك رأيك