باختصار (تفاعلا مع سؤال ورد علي من عدد من المراسلين) في خصوص اعلان البيت الابيض تعيين السفير الامريكي الحالي في تونس دونالد بلوم سفيرا فوق العادة في الباكستان:
1-لن يتم الان لكن بعد مصادقة الكونغرس، بعض اشهر قليلة، والسفير الامريكي لايزال في حالة مباشرة وقام بالمناسبة بانشطة اليوم وبتصريحات اكد فيها دعم الحكومة في المفاوضات مع الممولين لكن ايضا مسؤولية الحكومة في تقديم خطة اصلاحية والتفاوض مع الممولين الدوليين.
2-اجراءات “سحب السفير” كخطوة احتجاجية لا تنطبق على هذا الاعلان. هكذا قرار يستوجب اجراءات مخصوصة ومعروفة ولا تتم عبر تعيين في خطة جديدة ومواصلة السفير المباشرة. بالمناسبة بلاغ البيت الابيض لم يتضمن مقترح تعيين السفير الامريكي في تونس فقط بل مسؤولين كبار آخرين منهم عسكريين.
3-خطة سفير فوق العادة في الباكستان بمثابة “الترقية” للسفير الحالي بسبب ان احتواء الوضع في افغانستان بعد الاستتباعات الكارثية للانسحاب الامريكي والاختراق الصيني هي من اولويات الادارة الامريكية، وبالتأكيد اكثر اولوية من الوضع التونسي.
4-لا يتم في العادة الاعلان عن السفير الجديد في ذات توقيت نقل السفير الى عاصمة جديدة. هذا ما حدث سابقا ويحدث الان طبعا نظرا لاولوية تعيين سفير جديد في باكستان.
5-فقط للاشارة ومثلما قلت في تعليقي الاذاعي بالامس: حصيلة جلسة الاستماع في الكونغرس ليست تصعيدية. لان تكليف لجنة الاعتمادات للخارجية الامريكية لكتابة تقرير للاجابة (في نهاية الامر) عن سؤوال ان “ما حدث انقلاب ام لا؟”، يعني ان الاجابة معروفة. والاجابة موجودة في بلاغات الخارجية الامريكية في الاسابيع الماضية والتي تتعامل مع الامر الرئاسي 117 كأمر واقع.
عموما الموقف الامريكي مثلما وصفته سابقا: اقرار بالامر الواقع لكن مواصلة الضغط (مع الاوروبيين) خاصة عبر ورقة صندوق النقد من اجل: اولا، تسقيف زمني. ثانيا، اجراء حوار قبل الاستفتاء والانتخابات المبكرة. وهو موقف متماهي مع بلاغ مجلس وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي اول الاسبوع. قرار البرلمان الاوروبي المتوقع التصويت عليه اليوم يتيمز بلهجة اكثر تصعيدا، لاننا في النهاية بصدد برلمان بتوجهات مختلفة، ولا يعبر ضرورة عن توجه السلطة التنفيذية لبرلمان دولة مركزية.
شارك رأيك