في تدوينة نشرها صباح الجمعة 22 أكتوبر 2021 على حسابه الخاص بالفايسبوك، كتب البرلماني السابق الأزهر الضيفي عن العديد من اللوائح التي رفعها البرلمان الأوروبي السابق ضد تونس و اللائحة الأخيرة ليست بالمفاجأة و تبقى فقط لائحة و ليست قرارا. و في ما يلي ما نشره:
“خاطرة من من واكب لوائح البرلمان الاوروبي سابقا ضد تونس من دوافع مبادرتها الى نقاشها الى التصويت عليها الى ردود فعل الطرفين عليها في قلب البرلمان الاوروبي
و كأن العديد من التونسيين تفاجأ من لائحة (و ليس قرارات) البرلمان الاوروبي عن الوضع في تونس بعد 25 جويلية ، فاين كان المتفاجئون اليوم حين كان الحاكمون بعد 14 جانفي منهم من تقلد مناصب وزراء يرابطون في البرلمان الاوروبي برعاية قوى اجنبية يدفعون لضرب اقتصاد البلاد و التدخل في شاننا الداخلي ولم نسمع لكل هذه الاصوات المتعالية الغاضبة اليوم الا ترحيبا و احتفالا في ذلك الوقت بالعديد من اللوائح ضد الشريان الحيوي لقوت الشعب التونسي ؟
فالتعبير عن اوجاع اللوائح هو ضعف في النفوس و في التقدير لان العلاقات الدولية مصالح و اخذ و عطاء و استقلال القرار الوطني عرضة الى الاقصى ، و ليس هناك عدو دائم او صديق دائم ،
و بقدر الصمت و عدم النحيب و التشنج من هذه اللوائح و بقدر الصمود الداخلى بالتعويل على الذات و اعطاء نبل و قيمة للعمل و لحسن التدبير في حوكمة الشان الوطني و الايمان بالقدرات الذاتية للبلاد و الاعتزاز بمكاسبها و بوحدتها الوطنية و تفادي التخوين الرسمي للتونسيين من التونسيين و التشكيك في وطنيتهم حتى لا ندفع خصومنا ان يحولهم طابورا له ، و التعويل على وطنية الجالية التونسية بالخارج و كفاءاتها و تموقعها في عدة حلقات القرار ، بقدر ما تكون أوجاع اصحاب اللوائح أكثر الم و حدَّة و و تنبري لتحسب مواقفها و مصالحها معنا في المستقبل
كنا نلتقي مع خصومنا التونسيين في رحاب البرلمانات المنتظمات الدولية في نفس الفضاءات و كنا نعتبرها فرصة لابراز صورة لتونس في حرية الراي و حتى في الاصطفاف لان الحراك للسياسيين التونسيين مع الخارج لا ينقطع بحكم تفتح تونس سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا و تنوع علاقاتنا مع كل البلدان الديمقراطية التي تحتضن 10٪ من التونسيين بصفة دائمة ، نجد النخبة منهم في كل مفاصل القرار في بلدان اقامتهم و في كل المنتظمات الدولية و الاقليمية و لهم دور فاعل في التواصل و التفاعل الوطني مع اختلافاتنا الداخلية
لكن يبقى على التونسيين ان يتفقوا على الاطار الافضل لفض النزاعات السياسية و المجتمعية بينهم دون اللجوء الى الخارج مثل المجلس الاقتصادي. و الاجتماعي على سبيل الذكر لا الحصر
ملاحظة: و ان تركزت اللائحة على الامر 117، فهي تضمنت ايضا انصافا لتونس و لرئيس الجمهورية ، و كل من تابع بالصوت و الصور ل 18 تدخلا برلمانيا في هذه الجلسة ، لم يخلو تدخلا من ذكر ايجابيات و انجازات و ماثر لتونس و لرئيسها وكل ما ورد في اللائحة من لوم هو صادر عن التونسيين سوى مباشرة للبرلمان او للاتحاد الاوروبي او من ما يتداول بالاعلام التونسي او بوسائل الإتصال الاجتماعي و تبقى نقطة الخلاف ،
لكن هل من حق الشركاء الاجانب التي تربطنا بها اتفاقيات صداقة و تعاون ان يوجهوا لنا مثل هذه اللائحة؟
يجب ان نطرح السؤال على انفسنا قبل كل شيء لأن برلماننا يجيز لنفسه اصدار لوائح في شان بلدان أخرى التي تربطنا بها اتفاقيات.
فاللوائح تمر ، و الوطن يتعافى ، و العلاقات الدولية فيها الثوابت و المتغيرات و النصر دائمآ لتونس”،
*الازهر الضيفي، برلماني سابق
شارك رأيك