حسب الكاتب مفهوم الحوار لدى الرئيس قيس سعيد هو أقرب إلى صيغة الاستشارات الوطنية التي اعتدناها من النظام السابق حيث لا يترك شيئا للمجهول فتكون كل الحلول قد طبخت مسبقا في القصر الرئاسي و المخرجات… مضمونة.
بقلم القاضي أحمد الرحموني
لست مستعدا… هكذا بدا قيس سعيد حديثه عن الحوار الوطني في الاجتماع الثاني لمجلس وزرائه يوم الخميس 21 أكتوبر 2021 في قصر قرطاج. وفي كلمة جامعة، أكد أنه لا يمكن أن يكون هناك حوار إلا مع الشعب.! وفي مضمون ما قال، اكتشفنا أن الأمر لا يتعلق بحوار عادي ولذلك جدد تاكيده أنه ليس مستعدا لقرطاج 3 و لا للحوار مع اللصوص ولا مع من باعوا ذممهم إلى الخارج ولا مع من يريدون أن يضفوا من خلال الحوار مشروعية على أنفسهم (والقائمة تطول).
يبدو أن الباب قد أغلق مبدئيا أمام الأحزاب و المنظمات سواء ممن أعلن معارضته أو حتى موالاته، لأن الحوار المختلف الذي اختاره سيستند إلى جملة من المقترحات أو الطلبات التي يمكن أن يرفعها الشباب (والشيوخ أيضا!) حول محاور مفضلة لدى الرئيس سيتم اختيارها مسبقا كالنظام السياسي والانتخابي.
يظهر ان هذا الحوار (الذي هو أقرب إلى صيغة الاستشارات الوطنية التي اعتدناها سابقا) سيطول ويقصر بحسب ما خطط له قيس سعيد وطبق سقف زمني يمكن على حسب ماورد على لسانه ان يمتد على مستوى تقديم الاقتراحات إلى خمسة أشهر.!
فضلا عن ذلك أشار قيس سعيد إلى أن تقنيات هذا الحوار (غير المسبوق) سيتم تقنينها بموجب أمر رئاسي حتى لا يترك شيءا للمجهول. فهل يمكن لنا أن نأمل من وراء هذا الحوار غيرالانتظار والحلول الجاهزة؟!
شارك رأيك