هل تراجعت شعبية عبير موسى رئيسة الحزب الدستوري الحر؟ هل أصبحت عبير موسى جزءا من الماضي؟ هل أخطأت عبير موسى حين اتخذت موقفا موضوعيا مما سماه البعض “انقلابا على الدستور”؟
بقلم أحمد االحباسى *
كل المتابعين المحايدين المنصفين يؤكدون العكس و يذهبون إلى أن هذه السيدة العنيدة و رغم ما تعرضت إليه من حملات تشويه مدسوسة و مغرضة بل هناك من هي مدفوعة الثمن قبل و ما بعد قرارات ليلة 25 جويلية 2021 قد استطاعت أن تشكل الرقم الصعب و أن ما تتعرض إليه من حملات تشويه من كل الجهات تقريبا بما فيها جهات محسوبة على الرئيس قيس سعيد و جهات محسوبة على الدساترة مثل محمد الغريانى و جهات محسوبة على بقية التيارات “الإسلامية” التي تكن عداء متأصلا للفكر البورقيبى مثل الشيخ راشد الغنوشى و رضا بلحاج رئيس حزب التحرير إضافة طبعا إلى بعض رموز اليسار و بقية الطفيليات التي تعج بها أحزاب الصفر فاصل إياها قد أعطت الدليل أن الشجرة المثمرة هي من تتعرض وحدها للاعتداء.
ما حصل للسيدة موسى وراءه منظومة فاسدة متآمرة
لم تشهد الساحة السياسية بعد الثورة شخصا أو رئيس حزب تكالبت عليه كل الأطراف السياسية المناوئة كما تكالبت على رئيسة الحزب الدستوري الحر و كتلتها النيابية كما لم يشهد البرلمان التونسي شخصا تعرض لكل أشكال العنف كما تعرضت إليه السيدة عبير موسى و لعل كل المتابعين لا ينكرون أن ما حصل للسيدة موسى وراءه منظومة فاسدة متآمرة تم استئجارها و التغرير بها لمجرد الإساءة لخصم سياسي و الغريب أن هناك من ذهب خياله المريض بعيدا ليحمّلها كل مصائب البلد و ما سقطت فيه بفعل حكم منظومة فاسدة تقودها حركة النهضة مدة تزيد عن عشرية كاملة.
بطبيعة الحال هناك اختلاف في وجهات النظر حول الأداء السياسي للسيدة عبير موسى لكن من المهم التذكير أنه و رغم وجود حركة النهضة و حلفائها في الحكم فإنها لم تستطع تقديم شبه قرينة أو دليل يتيم على وجود شبهات فساد أو غيرها تمس من نزاهة هذه السيدة أو من مصداقية مشروعها السياسي.
قرأت قديما عن “فن” صناعة الكذب و قلب الحقائق و تقديم التقارير و الاستطلاعات المغشوشة و كيف يمكن لموقع ألكتروني أو صحيفة أو مكتب استطلاع رأى أن يقدم لمجة إعلامية مسمومة لغايات لم تعد خافية على أحد و بعد ما سمى “بالثورة” بات الكذب جهارا نهارا و على عينك يا تاجر، بضغطة زر من بعض رؤوس الأموال من الأحزاب أو الأشخاص يمكن أن تخرج للنور نتائج استطلاعات رأى على المقاس و بمكالمة هاتفية من بعض النافذين من مافيا التهريب أو أحزاب الولاء للخارج تخرج ألاف التغريدات و التعاليق تهاجم رئيسة الحزب الدستوري الحر و تطعن في ذمتها و في ذمة مناصريها إن تتطلب الأمر ذلك كما تطعن في مصداقية ما يقدمه الحزب من تصريحات أو بيانات أو حقائق أو برامج إنقاذ.
الحاجة ملحة اليوم لقانون تنظيم سبر الآراء
طبعا هناك منظومة تشتغل على عبير موسى و هناك رموز إعلامية بعينها انخرطت منذ فترة في حرب الإشاعات و التضليل و لعل “نتائج” استطلاع شركة سيغما كونساي الأخيرة تأتى لتؤكد كل الاحترازات التي طالت عمل هذه المؤسسة.
“إن هامش الخطأ ضئيل جدا”، هذا ما يردده صاحب مؤسسة الاستطلاعات لكن هل هناك من يصدق اليوم أن تقفز السيدة نجلاء بودن إلى مرتبة تسبق السيدة عبير موسى فى نتائج الاستطلاع التى أوردتها هذه الشركة؟ هل أن تعيين رئيسة حكومة مبتدئة لبعض الوقت و لا تملك برنامجا معلنا هو من الأهمية التي يمكن أن تخفى أو تعتم على الإنجازات الواضحة لرئيسة الحزب الدستوري الحر؟ هل أن العبرة بالنوايا أم بالفعل الذي جسدته السيدة عبير موسى في عديد من المحطات داخل البرلمان أو خارجه؟
لا شك أنه للشركة مآربها و غاياتها من إطلاق مثل هذه النتائج و لا شك أن هامش الخطأ هذه المرة قد انكشف كم هو بعيد عن الواقع. يبقى في النهاية أن السياسة هي فعل على الأرض و حصد النتائج في الوقت المناسب هو المهم كما تبدو الحاجة ملحة اليوم لقانون تنظيم سبر الآراء و استطلاعات الرأي.
* كاتب و ناشط سياسي.
شارك رأيك