رئيس الدولة قيس سعيد لا يريد حوارا وطنيا حتى مع النزهاء والصادقين، كما يقول، فهو يريد فقط جر الجميع لاستشارة شعبية تخرج ببنائه القاعدي… وهو مشروع طوباوي خطير سوف يكون كارثة على الدولة… بعد تشليك الدولة والثورة من طرف النهضة باسم الدين والهوية، ثم من طرف نداء الباجي باسم التوافق،
بقلم عادل اللطيفي *
كما يعلم الجميع أنا مساند للإجراءات المعلنة في 25 جويلية 2021 من قبل الرئيس قيس سعيد لأنني كنت طالبت بحل البرلمان متذ سنة ونصف، لكنني كما كان موقفي سابقا من قيس سعيد، أحكم عليه خاصة بما يقول حول مشروعه للبناء القاعدي الذي اعتبره خطرا على الدولة وليس على الديمقراطية فحسب…
بعد 25 جويلية بوصلتي هي نفسها وهو ما يفسر حيطتي وانتقادي لما قام به الرئيس بعد ذلك. في خطابه الأخير أمام مجلس الوزراء و يوم الجمعة الفائت مع وزير تكنلوجيا الاتصال، أصبح الأمر ثابتا: كل ما يهم الرئيس من 25 جويلية هو فقط مشروعه الطوباوي (“الخيالي”) للبناء القاعدي ولا شيء غير ذلك… لا مشكل له لا مع النهضة (التي تحولت فجأة من حزب رعى الارهاب إلى مجرد أشخاص فاسدين، الغنوشي أساسا) ولا مع غلاء الأسعار ولا مع المصاعب المالية ولا مع التنمية أو غيرها….
الرئيس سعيد يوظف كل عناصر المشهد واللغة فقط من أجل التحضير لهذا الهدف… كل شيء اليوم بدا واضحا: الرئيس يتحدث عن حوار وطني مع الشعب والحقيقة انه يريد استشارة شعبية من الأسفل إلى الأعلى (مثل “عيش تونسي”) تلعب فيها مجموعاته التفسيرية، الضبابية والمجهولة، دورا بارزا لتهيئة الراي العام لقبول قانون انتخابي على مقاس الرئيس. ومن هنا حرصه الكبير على تهميش مختلف التشكيلات الوسيطة مثل المنظمات الوطنية والمجتمع المدني وكل الأحزاب…
في حديثه مع وزير تكنولوجيا الاتصال، تحدث الرئيس في نفس الوقت عن منصة للتحاور مع التونسيين في الخارج وذكر بحملته التي سماها تفسيرية في ربط واضح….
قيس سعيد لا يريد حوارا وطنيا حتى مع النزهاء والصادقين، كما يقول، قيس سعيد يريد فقط جر الجميع لاستشارة شعبية تخرج ببنائه القاعدي… الذي سوف يكون كارثة على الدولة… بعد تشليك الدولة والثورة من طرف النهضة باسم الدين والهوية، ثم من طرف نداء الباجي باسم التوافق.
تشهد تونس اليوم آخر فصول هذا التشليك مع طوباوية قيس سعيد القاعدية… الحماهيرية… لم نخرج من تخبط السنوات العشر…
* جامعي تونسي في فرنسا.
شارك رأيك