اختتمت النسخة الثالثة من المناظرة التونسية للمنتجات المحلية بتنظيم حفل توزيع الميداليات و تكريم كل المنتخَبين الذين تمكنوا من تتويج جهودهم بالفوز. وقد أشرف على هذا الحفل السيد وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري بحضور السيدة إنجي دقي حنيني، الرئيسة المديرة العامة لوكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية (APIA) وسعادة سفير الاتحاد السويسري في تونس السيد جوزيف رينجلي (Josef Renggli) والعديد من الشخصيات.
ويتم تنظيم هذه المناظرة، التي جرى تصميمها وانجازها مع المستهلكين ومن أجلهم مع فتحها لجميع منتجي المنتجات المحلية من الفلاحين والمنتجين الفرادى والشركات التعاونية للخدمات الفلاحية ومجامع التنمية الفلاحية ومؤسسات التحويل، من قبل وكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية (APIA) تحت رعاية وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري وبالتعاون مع وزارة الصناعة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة ووزارة السياحة والصناعات التقليدية ومدينة العلوم بتونس بدعم من “مشروع النفاذ إلى أسواق منتجات الصناعات الغذائية والمنتجات المحلية (PAMPAT) الذي تنجزه منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية وتموّله كتابة الدولة السويسرية للشؤون الاقتصادية (SECO).
وعبر سعادة السفير جوزيف رينجلي في كلمته الافتتاحية لحفل توزيع الميداليات عما يخالج نفسه من مشاعر قائلا: ” سعادتي كبيرة جدا بتدشين عهدتي في تونس بحضور هذا الحفل لتوزيع جوائز المناظرة التونسية للمنتجات المحلية.. إنه لمن دواعي سروري العميق أيضًا أن ألتقي بالمنتجين وقد انبهرت بالطعم الرائع للعديد من المنتجات التي تمكنت من تذوقها. وتعتبر المنتجات المحلية موضوعًا مهمًا للغاية بالنسبة لنا في سويسرا، حيث تنتظم منذ عدة سنوات مناظرة للمنتجات المحلية وهي الآن في نسختها التاسعة والتي ثمّنت كثيرًا المنتجات المحلية عندنا. ويسعدنا أن نكون قد ساهمنا في بعث مثل هذه التجربة في تونس بدعم من وكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية وجميع الشركاء التونسيين الآخرين .ونحن فخورون بمعاينة النجاح الذي تشهده.
وفي الواقع، فقد علمت أن التجربتان السويسرية والتونسية قد ألهمت أسواقًا أخرى، مثل مصر حيث سيتم استنساخها، وأضحت المنتجات المحلية الآن ذات أهمية كبيرة لأن المستهلكين باتوا يطالبون بشكل متزايد بالحصول على منتجات عالية الجودة، ولكن أيضًا باعتبار هذا القطاع حاملا لفرص تشغيل جديدة، فضلا عن كونه عنصرا إيجابيا للغاية لصورة تونس في الخارج. “
ولاحظت من جانبها الرئيسة المديرة العامة لوكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية السيدة إنجي دوقي حنين: أن ” هذا الحفل لتوزيع الميداليات لا يعني أن النسخة الثالثة من المسابقة قد انتهت، بل هي سبيل نحو مرحلة جديدة لمتابعة الفائزين وكذلك غير المتوجين ، حيث سيُمنح هؤلاء فرصة المشاركة في المنتديات والمعارض الدولية برعاية الوكالة لترويج منتجاتهم. أما بالنسبة لغير الحاصلين على ميداليات ، فسيستفيدون من برنامج يهدف إلى دعم قدراتهم من أجل تحسين الجودة وبالتالي دفعهم للحصول على ميداليات، ولكن قبل كل شيء للنفاذ بشكل أفضل إلى الأسواق المحلية والخارجية. فالهدف هو خلق تآزر محلي وديناميكي، من خلال تحالف بين جميع المتدخلين ضمن الهياكل المعنية وفي إطار إستراتيجية ترويج للمنتجات المحلية التي تعتمد على وسائل الاتصال الحديثة، مثل المنصات الإلكترونية والتجارة الإلكترونية. “
الفائزون المتحمسون
وهكذا، سوف يذكر التاريخ هذه النسخة الثالثة من مناظرة المنتجات المحلية التونسية، حيث وصل عدد المشاركين إلى ما لا يقل عن 625 منتجًا. ومن هنا توزعت الميداليات على المرشحين وهي 72 ميدالية ذهبية و 64 فضية و 63 برونزية ليصبح المجموع 199 ميدالية. وفضلا عن كل ذلك، يجدر الذكر أنه من بين 72 منتجًا حائزا على الميدالية الذهبية ، فقد تم منح 5 منتجات جائزة الامتياز لكل فئة منها.
هذا التكريم أثلج صدور الفائزين وملأ قلوبهم فرحاً فعبروا لنا عن انطباعاتهم، حيث أعلنت دنيا صفر، من “شركة ضيعات علي صفر” التي تحصل بفضلها زيت الزيتون العضوي “Tesoro del rio Plaisir” على جائزة الامتياز في فئة “الزيتون وزيوت الزيتون”: ” إن هذا التكريم لا يمكن إلا أن يشجعنا على المضي قدمًا والمزيد من تحسين منتجاتنا. هذا هو اللقب الثامن الذي نحصل عليه فقط في هذا العام 2021، حتى لو تم الحصول على السبعة ألقاب الأخرى في عدد من أنحاء العالم، ولا شك أن جائزة الامتياز في المناظرة التونسية للمنتجات المحلية لها نكهة خاصة باعتبارها جائزة وطنية. وهذا ما يعزز السير في الإستراتيجية التي صنعت شهرتنا وسمعتنا: اختيار الجودة يبقى فوق كل الاعتبارات الأخرى.
كانت المتحصلة على جائزة الامتياز لكسكسي الشعير في فئة “المنتجات المستخلصة من الحبوب” السيدة بسمة الطياري، مديرة شركة “ابتكارات بسمة”، فخورة جدا بحصولها: “على هذه الجائزة الأمر الذي سيشجعني على بذل المزيد من الجهود لتحسين جودة منتجاتي على مستوى التعبئة والتغليف وأكثر من ذلك بكثير. علاوة على ذلك ، جئت إلى هنا بثقة كبيرة في قدراتي وكنت أتوقع إلى حد ما هذا الإنجاز المتوج لأنه قد حصل بالفعل على الميدالية البرونزية في النسخة الأخيرة من المناظرة التونسية للمنتجات المحلية وقد وعدت نفسي بجعله يتسلق الرتب في اللقاء القادم. وأنا اليوم سعيدة بأني نجحت في رفع هذا التحدي.
أما الفائزة في فئة “منتجات ذات أصل حيواني” بمنتج عسل البرتقال السيدة نرجس هازل من شركة “Narpis”، فإنها لم تتمكن من كبح مشاعرها عندما أعلن عن فوزها بالجائزة: “لقد غمرني فرح عظيم. وبصراحة لئن كنت مقتنعة فعلا بكسب ميدالية، إلا أني لم أكن أتوقع حقًا تحقيق الامتياز، خاصة في ضوء المشاركة لأول مرة في المناظرة التونسية للمنتجات المحلية. وأنا أكثر سعادة لأن هذا بالتأكيد سيفتح آفاقا جديدة بالنسبة لي للتصدير. والآن أتمنى فقط الحصول على مزيد من الدعم للمشاركة في المنتديات والمعارض. “
الأصالة والإبداع
في فئة “الخضروات” ، تحصل الخرشوف أو القنارية المتبّلة لشركة “منتوج الضيعة” على جائزة الامتياز. وصاحبها يوسف ساسي مقتنع بأن: ” حصولها على هذه الجائزة سيعزز سُمعة شركتنا وخاصة التعريف بمنتج جديد في السوق لأننا نقدمه متبلا فقط بمادة الملح الذي يسمح بالحفاظ على الطعم الطبيعي للخضروات على عكس المنتجات الموجودة في السوق والمتبلة بالزيت. سيحفزنا هذا أيضًا على مزيد تحسين مجموعة كاملة من المنتجات لدينا، وخاصة تلك التي لم تتحصل بعد على جوائز. “
وأخيراً جائزة الامتياز في فئة “الفواكه والنباتات العطرية” التي تحصل عليها مربّى نادر بطعم الورد حيث يعتبر طيب بن ميلاد من إدارة مجمع التنمية الفلاحية بسيدي عمر أن: “خصوصية منتجنا وأصالته الفريدة تعني أن تصوره وتصميمه تطلّب سنوات من العمل الشاق. وبذلك تتوج كل هذه الجهود وتكافئ تفاني العديد من الشباب الموهوبين من النساء اللواتي أردن تثمين نبات عريق هو رمز لمنطقتهن بجهة أريانة. وستمنحنا هذه الجائزة أيضًا شهرة وتعطي مزيدًا من البروز لجميع إنتاجنا المعتمد بالأساس على الوردة.”
حان الوقت الآن للمرحلة الأكثر أهمية التي أفادتنا بها السيدة إنجي دقي حنيني والمتمثلة في البرنامج الترويجي القادم لتثمين المنتجات الحائزة على ميداليات في نسخة 2021 لمناظرة المنتجات التونسية والتي أعدها المنظمون لفائدتهم. وسيتم هذا من خلال العديد من المشاركات في الأحداث الوطنية والدولية المتخصصة الكبرى، مثل الصالون الدولي للاستثمار الفلاحي والتكنولوجيا (SIAT)، الذي تنظمه وكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية، أو الصالون الدولي للأغذية (SIAL-Paris)، والعديد من المعارض والأحداث الأخرى الثقافية منها والغذائية في جميع أنحاء العالم. وهو ما سيوفر للكثير من المنتجين الحائزين على جوائز فرصا لمزيد إشعاع صورة تونس ومناطقهم الأصلية.
شارك رأيك