الدعوة التي وجهها رئيس الجمهورية قيس سعيد خلال ترؤسه أمس الخميس 4 نفوفمبر 2021 لاجتماع مجلس الوزراء للمواطنين من أجل المساهمة في المالية العمومية و ليته دعى إلى ما هو أكثر إفادة للاقتصاد مثل مزيد العمل و الانتاجية و استهلاك تونسي…
بقلم الأزهر الضيفي *
سيدي الرئيس. رفقا بنا ! 10 سنوات مرت و المواطن يساهم بكل المحبة و الوفاء للوطن في المالية العمومية بأرفع الأداءات و الإتاوات في العالم، انضاف إليها التبرع بالترغيب و الترهيب و الاقتطاع من أصل الأجور و الجرايات عنوة،
العودة إلى الماضي أصبح من أماني الشعب
مرت 10 سنوات و التونسيون كلهم أمل في عهد جديد أفضل من الماضي لكن ارتهنت فيها الحكومات بتداين يفوق قدرة البلاد. و لم ينتج عن كل ذلك سوى النهب و استفحال الفساد و انعدام الاستثمار، تقهقر النمو قابله ارتفاع في وتيرة الصراعات السياسية حول الحكم و اقتسام الصلاحيات دون هدنة أو تنازل من أي طرف، زاد الفقر و المرض و الانحدار الاجتماعي و الأخلاقي و تدهوت القدرة الشرائية و تلاشت الطبقة الوسطي و الدولة دخلت في تفكك و لا حاكم شفق و رحم مواطنيه و أصبح الحنين و العودة إلى الماضي من أماني طبقات منهكة من الشعب.
اليوم، دخلنا مرحلة “أفسخ و عاود من جديد” مع حكومة اختارت الصمت دون أن تشرك أو تستشير أحدا في ماذا تريد و لا تخاطب الشعب في ما تريد في ظل مناخ سياسي متشنج تحت وطأة وضع يدار بإجراءات استثنائية لا يعرف أحدا متى ستكون نهايتها، أنهت مؤسسات و هياكل دستورية منها الرقابية و منها التفيذية، يسايرها قضاء تقصفه الإتهامات بالجملة ومحيط خارجي معادي و لم يجد التونسيون أثرا إيجابيا لتضحياتهم طيلة العشرية و يبقى التواصل بين الجميع رئاسة و حكومة صمام الأمان و مصارحة الشعب بواقع المالية العمومية بالأرقام و بالأبواب و الديون و مآلاتها و بالإصلاحات الحارقة و بحقيقة العلاقات الدولية بعد 25 جويلية و التخفيف من التوتر المصطفي الانتصار للوحدة الوطنية.
المواطن أتعبته الكورونا و أرهقته صحته و خيبت آماله دولته و خوى جيبه دون أن يعرف مآل مساهماته و تبرعاته و مآل الدين الخارجي الثقيل الذي ستتوارثه الأجيال و الذي سيحد من رفاهته و من طموحاته…
كل تضحياتنا في العشرية الأخيرة لم تزدنا إلا بؤسا
سيدي الرئيس، سبق ـأن تبرعنا و اكتتبنا في أزمة 1986 و لم تمر سنتان حتى وقفنا على جدوى و فاعلية انخراطنا في خيارات الدولة. تبرعنا لصندوق 2626 و اكتتبنا في البنك التونسي للتضامن و وقفنا على مآثر مساهماتنا و مدى جدواها في التضامن الوطني و في وحدة التونسيون و في تنمية البلاد.
لكن كل تضحياتنا في العشرية الأخيرة لم تزدنا إلا بؤسا و تداينا و ارتهانا للخارج…
سيدي الرئيس، كم تمنيت لو دعوت التونسيين إلى العمل و الترفيع في الإنتاجية و تفادي كل ما يعيق الإنتاج و تثمين مواردنا الطبيعية و استهلاك المنتوج التونسي، فهذه المسائل مردودها على اقتصاد البلاد أثمن و أكثر ديمومة…
سيدي الرئيس… نعيش حرمانا في قوتنا و في صحتنا و في شربنا و تعليم أبنائنا، أجورنا و جرايتنا تدهورت… لم يبق سلاح لنا إلا الصبر ريثما تبشرنا بأفق ارحب في الخير و النماء.
* نائب سابق في البرلمان التونسي.
شارك رأيك