بمناسبة مرور 60 سنة على تأسيس وزارة الشؤون الثقافية، نظّمت إدارة الدورة 36 لمعرض تونس الدولي للكتاب ندوة بعنوان “الشاذلي القليبي والذاكرة الثقافية التونسية”، ساهم في تأثيثها نخبة من الأساتذة والمفكرين الذين عاصروا هذا الرجل.
والفقيد الشاذلي القليبي (1925 – 2020) يعتبر من رجالات تونس في العصر الحديث وبناة ثقافتها العصرية وروّادها. فقد كان سبّاقا في وضع تصوّر للثقافة الوطنية ومنفذا لبرامجها.
يذكر الأستاذ الشاذلي بن يونس، في مداخلته، أن الشاذلي القليبي له فضل كبير على الثقافة التونسية وكان أوّل من وضع الأسس الثقافية في المؤسسات التربوية، لا سيّما منها المسرح والموسيقى.
ويضيف، في هذا السياق، بالقول: “تعرّفت على الشاذلي القليبي وأنا تلميذ في المدرسة الصادقية، وأعتبر نفسي من المحظوظين في تلك الفترة التي عرفت جيلا أصبح جلّهم من الفاعلين في الميدان الثقافي على غرار وزير الثقافة السابق عبد الرؤوف الباسطي ومحمد إدريس ورؤوف بن عمر والبشير الدريسي وغيرهم”.
وأكد أن أفضل الطرق والبرامج لتأسيس الثقافة، أرساها الفقيد الشاذلي القليبي، الذي انطلق من المدارس باعتبارها النواة الأولى. ودعا لإعادة النظر في السياسة الثقافية الراهنة والاحتذاء بالشاذلي القليبي في منهجه الثقافي.
ويرى الأستاذ الشاذلي بن يونس أن القليبي “متقدّم على عصره وتطرّق إلى عديد المسائل منها السياسية لكن بأسلوب غير مباشر”.
ويذكر بن يونس عن موقف الشاذلي القليبي من الثورة التونسية أن هذا الرجل يعتبر “ما حصل شيء جميل للمجتمع التونسي حتى يتدرّب على الدفاع عن النفس بالوسائل الفكرية”.
وفي شهادته عن مسيرة الفقيد الشاذلي القليبي، وصف الأستاذ إبراهيم شبّوح هذا الرجل بأنه “مثقف ذكيّ وشخصية نادرة في عصره”. تحدّث عن دور الشاذلي القليبي ومساهمته في صيانة 80 بالمائة من معالم مدينة القيروان بالتعاون مع جمعية صيانة المدينة، وأنقذها من الاندثار. وتحدّث عن اهتمام الفقيد بالحضارة العربية الإسلامية التي يعتبرها أسس الثقافة التونسية.
وتأثثت الندوة المخصّصة لتكريم الفقيد الشاذلي القليبي بشهادات حية لنخبة من الأساتذة الذين عاصروه من ضمنهم نور الدين الدقي وعبد الواحد براهم وعبد الؤوف الباسطي وعلي بالعربي الذين تحدّثوا عن مساهمات لا محدودة من الفقيد من أجل إرساء ثقافة وطنية تؤسس لشعب واعٍ ومفكّر، حصدت نتائجه تونس لاحقا من خلال بروز جيل من المفكرين والمثقفين الذين حافظوا على دعائم الدولة الوطنية ومقوماتها.
شارك رأيك