أشرف وزير الاقتصاد والتخطيط السيد سمير سعيّد على ندوة بمعتمدية طبرقة خصصت لتقديم نتائج ومخرجات الدراسة المنجزة حول “المخطط الإستراتيجي للتنمية الجهوية لولاية جندوبة في أفق 2050”. وحضر أشغال الندوة كل من والي جندوبة ورؤساء البلديات وممثلو المنظمات الوطنية وعدد من الخبراء والجامعيين وممثلو المجتمع المدني بالجهة والإدارة إلى جانب عدد من خبراء الوكالة الألمانية للتعاون الفني GIZ وإطارات ديوان تنمية الشمال الغربي.
وتهدف الدراسة التي تم إنجازها من قبل مكتب دراسات تونسي بمشاركة عدد من الجامعيين وممثلي الجمعيات التنموية بالجهة على غرار جمعية “معا كلنا جندوبة” و جمعية “تنمية استثمار جندوبة 2050” وإطارات ديوان تنمية الشمال الغربي والمجلس الجهوي بدعم وتأطير من الوكالة الألمانية للتعاون الفني، إلى تشخيص وتحديد الإشكاليات العامة والقطاعية والخصوصية التي تحول دون تحقيق نقلة تنموية في الجهة بالرغم من توفرها على مقومات عديدة وموارد طبيعية وبشرية هامة إلى جانب تقديم مقترحات في المدى المتوسط والبعيد حتى تتمكن الجهة من تجاوز الإشكاليات القائمة والتوجه نحو مرحلة جديدة من البناء التنموي المستدام.
تنمية الشريط الحدودي وتثمين سهول وادي مجردة
وقد أفرزت الدراسة جملة من التوجهات الإستراتيجية ومقترحات برامج ذات طابع مجالي كبرنامج لتنمية الشريط الحدودي والتثمين المندمج لسهول مجردة وتأهيل البلديات وبرامج قطاعية تركز على الفلاحة والصناعة والسياحة وتطوير البنية الأساسية وتحسين الأوضاع البيئية بالإضافة إلى مقترحات برامج تخصّ النقل الحديدي وتزويد المدن بالغاز الطبيعي وتحسين الربط بشبكات التطهير والإتصالات والتزود بالماء الصالح للشرب و إحداث المرافق ذات العلاقة بالبحث و التجديد التكنولوجي وتطوير المؤسسات الصحية وفي مقدمتها تحويل المستشفى الجهوي إلى مستشفى جامعي، فضلا عن برنامج يعنى بحوكمة العمل التنموي والعناية بالجوانب العقارية.
وفي افتتاحه أشغال الندوة، ثمّن السيد سمير سعيّد جهود كافة الأطراف المشاركة في إنجاز هذه الدراسة الإستراتيجية، معبرا عن شكره للوكالة الألمانية للتعاون الفني لما قدمته في هذا الإطار من دعم وتأطير، يؤكد متانة العلاقات الثنائية والتعاون القائم بين البلدين الصديقين، خاصة في هذا المجال المتعلق بدعم اللامركزية والحوكمة المحلية.
وبين الوزير أن ولاية جندوبة تعيش عديد الإشكاليات التنموية بالرغم من امتلاكها لكل المقومات الكفيلة بجعلها قطبا اقتصاديا قادرا على لعب دور أكبر في المنظومة الاقتصادية الوطنية وتحقيق نقلة على مستوى الأوضاع الإجتماعية بالجهة، مؤكدا على أهمية مخرجات الدراسة وإستنتاجاتها وما تضمنته من مقترحات قيّمة، يمكن العمل على تفعيلها في المدى المتوسط والبعيد في إطار تشاركي تتضافر فيه جهود كافة المتدخلين سواء على مستوى الهياكل العمومية أو القطاع الخاص وكذلك المجتمع المدني في الجهة.
وبين السيد سمير سعيّد أن تنمية الجهات وخاصة منها الأقل نموا هي من أولويات عمل الحكومة وهي من المجالات التي تحظى بالاهتمام والمتابعة باعتبار أهميتها في تحقيق النماء الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي، مشيرا أن ما جاء في الدراسة من استنتاجات ومقترحات يمكن أن تكون مصدر إثراء للمخطط التنموي للفترة القادمة والرؤية الإستراتيجية في أفق 2035 التي ستنطلق الوزارة في إعدادهما في إطار تشاركي مع كل الأطراف المعنية من ذلك الجهات.
وعلى هامش نشاطه، قام الوزير بزيارة مصنع للأدوية ومصنع ألماني لصناعة الملابس بطبرقة، حيث إطّلع على نشاط هذه المؤسسات وبرامجها لمزيد التطوير، إلى جانب زيارة إلى مؤسسة SEBN.TN وهي فرع من مجمع Sumitomo الياباني المتخصصة في صناعة كوابل سيارات عدد من الماركات العالمية، التي انطلق نشاطها سنة 2008 وتشغل قرابة 3500 عاملا، حيث اطلع الوزير على أشغال توسعة المؤسسة التي ستمكن من إحداث قرابة 2000 موطن شغل جديد خلال سنتي 2022 و2023 وستركز عملها على انتاج الكوابل للسيارات الكهربائية.
شارك رأيك