في المقال التالي الذي يقطر ألما و حزنا و ثورة على ما آلت إليه الأوضاع في صفاقس العاصمة الإقتصادية للجنوب التونسي بعد أن تراكمت أكداس الزبالة في شوارعها و أزقتها و أحيائها و حواريها و قد عجزت السلط المحلية و المركزية على إيجاد مصب تركن فيه هذه النفايات، الكاتب يدعو سكان مدينته إلى مغادرتها… لعل الهمم تنهض أخيرا بعد طول انتظار.
بقلم فتحي الهمامي *
أظن أنه لم يبق لنا سوى مغادرة مدينتنا. فالعدو إقتحم أهم مواقعها ودنس أجمل أماكنها بعد أن انهارت دفاعاتنا الواحدة تلو الأخرى… ولم يعد بإمكاننا مقاومته وصد هجومه الكاسح من الداخل.
الزبالة تعيث في مدينتنا كما يَعِيثُ الذئابُ في الغَنم، لا نقوى على رده أو طرده. فصفاقس تركت دون حماية. ولم تجهز ولو التجهيز الوقتي لمواجهة خصم متربص يطلقون عليه كلمة قمامة، لأن قومته لا تبقي ولا تذر. وها أنه احتل مدينتنا بالكامل أو يكاد. أين القُوَّاد؟ لا تسألوا عنهم لقد تخلوا عنها وباعوها منذ زمان لذلك العدو الغاشم. والقواد نفسه لا يتصرف بمثل تصرفهم مع مدينته ! فلنغادرها إلى الغاب ليوم أو نصفه…
هذا ما أدعو إليه متساكني صفاقس (كما فعل يوما مواطنو سليانة) لعلنا نكرّ على العدُوّ من خارج المدينة، أو لعل المدد يأتينا مسرعا لمقارعته.
وقد قال يوما ابو القاسم الشابي “إنَّني ذاهبٌ إلى الغابِ يا شعبي لأقضي الحَيَاةَ وحدي بيأسِ .إنَّني ذاهبٌ إلى الغابِ علِّي في صميم الغاباتِ أَدفنُ بؤسي”
* ناشط حقوفي تونسي.
وأنا أقول : “إنَّني ذاهبٌ إلى الغابِ يا “مدينتي” !
شارك رأيك