ورد علينا بكل أسى خبر وفاة زوجة عماد الخميري، النائب في البرلمان المجمدة أشغاله، صباح اليوم الأربعاء 24 نوفمبر 2021، بعد صراع طويل مع المرض.
و قد أعلن عن الخبر زوج الفقيدة عبر تدوينة قال فيها ما يلي: “الله اكبر وإنا لله وانا اليه راجعون زوجتي عفيفة في ذمة الله عند رب رحيم ،رحمة الله عليك يا أم إسراء، رحمة الله عيك واسعة يا أم محمد عطاء، ربي يرزقنا الصبر على فراقك ويعطينا القوة على الصبر على هذا المصاب، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، إلى لقاء يا عفيفة عند رب رحيم، إلى لقاء لا ينغصه فراق”.
و كان عماد الخميري قد نشر بتاريخ 3 نوفمبر الجاري بيانا للرأي العام الوطني والدّولي قال فيه ما يلي: “أنا عماد الخميري، عُضو مجلس نواب الشعب ورئيس كتلة حركة النهضة، ألفتُ نظر مختلف الفاعلِين السياسيين ومختلف النشطاء على الصعيدين الحقوقيّ والاجتماعيّ الوطني والدّولِي إلى الوضعية الحرجة التّي تمرّ بها زوجتي، حيثُ أجرت عملية جراحيّة أولى على مستوى الدماغ بالمعهد الوطني لجراحة الأعصاب بتاريخ 26 أكتوبر 2021 وستجري اليوم عملية ثانيَة لذاتِ الأسباب الصحيّة. ما راعني أثناء ذلك، أنّني فوجئت بكونِي ممنوع من حقّي في التغطية الصحية، بعد سبعةِ سنوات التزمتُ خلالها بدفع التزاماتِي لصندوق التغطية الاجتماعية خلال كامل الفترة النيابيّة التي قضيتُها عضوا بمجلس نواب الشعب وقبل ذلك طيلة عملِي الخاص قبل سنة 2014. ونظرًا لما تقدّم من معطيات، وما لذلك من تهديد لحياةِ وصحّة زوجتي، وأخذا بعين الاعتبَار ما تشهده المرحلةُ من استهداف للنواب ولعائلاتهم بما يتعارض مع الحقوق الانسانيّة والمدنيّة ومن ضربٍ ممنهج لمنظومة القيم والأخلاق الانسانية، فإنّني أحمّل الجهات المسؤولة وعلى رأسها مؤسسة رئاسة الجمهورية ما من شأنه أن يُهدّد حياة زوجتي ويمسّ من سلامتهَا الجسديّة. وانطلاقا من مبدأ أنّ الحقّ في العلاج هو حق مواطني وقانوني ودستوري لزوجتي لا منة فيه وليس مزيّة او تفضلا من أحد، فإنّني أدعو الجهات المعنيّة إلى التراجع عن هذا القرار غير الإنساني وأدعو كل الحقوقيين أفرادا ومؤسسات إلى التدخل والضغط من أجل إنهاء هذه المظلمة تجاهي وتجاه كل الزملاء”.
و على إثر إعلان خبر الوفاة، أعاد سمير ديلو، القيادي المستقيل من حركة النهضة، نشر هذا النص على صفحته الرسمية بالفايسبوك و رافقه بالتدوينة التالية: “هذا نصّ كتبه زميلي عماد الخميري منذ ثلاثة أسابيع بعد حرمان زوجته من التّغطية الصّحّيّة. أستسمحه اليوم في إعادة نشره مع تعليق من كلمتين : رحمها الله ..!”.
و معلقا على الخبر، كتب الروائي و الصوت اليساري عبد الجبار المدوري ما يلي على صفحات التواصل الاجتماعي: “إذا كانت وفاة زوجة النائب في البرلمان والقيادي في حركة النهضة عماد الخميري ناتجة عن عدم خضوعها لعملية على الدماغ بسبب عدم قدرة زوجها على توفير مصاريف علاجها بعد تجميد البرلمان وحرمانه من التغطية الاجتماعية فإن هذه جريمة موجعة لا يتحمل مسؤوليتها قيس سعيد فحسب الذي لم يأذن بمعالجة الزوجة المعنية وإنقاذ حياتها بل تتحملها كذلك حركة النهضة التي لم تتمكن من توفير مصاريف علاج زوجة قيادي في صفوفها وهي التي تتوفر على مبالغ مالية كبيرة وفي صفوفها أغنياء وكان يمكن توفير المبلغ من تبرعات أنصار الحركة… أما إذا كانت الوفاة طبيعية فإن المتاجرة بآلام المرضى وإدخالهم في الصراعات السياسية لجلب التعاطف وتحقيق بعض المكاسب السياسية الظرفية فهو أمر مرفوض أخلاقيا ودينيا…”.
شارك رأيك