نص تحليلي نشره طارق الكحلاوي المحلل السياسي ظهر اليوم الاربعاء 24 نوفمبر 2021 على صفحته الرسمية بالفايسبوك تحت عنوان “… مثال آخر على أنه لا يحك جلدك الا ظفرك”، و وثقه ب”صورة اليوم: “ابتسامات متبادلة خلال زيارة الحاكم (الفعلي) الإماراتي محمد بن زايد الى تركيا بدعوة من اردوغان”.
و في ما يلي رأي الكحلاوي بالكامل:
“في أول زيارة منذ عشر سنوات، منذ ثورات 2011. أسفر عن اللقاء توقيع على مذكرة تفاهم للتعاون الاستراتيجي، بين صندوق الثروة السيادي التركي ومجموعة أبو ظبي القابضة، ومذكرة مماثلة بين الأخيرة ومكتب الاستثمار بالرئاسة التركية. وستقوم الإمارات في إطار هذه الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، بتعزيز حجم استثماراتها المباشرة على الأراضي التركية في ميادين الطاقة والنقل وغيرهما بقيمة جملية تصل الى عشرة مليار دولار.
للتذكير تمر تركيا الاسابيع الاخيرة بوضع مالي صعب اثر تراجع قيمة الليرة التركية بشكل قياسي وصل الى 15٪ مقارنة بالدولار.
الخلاصة: تركيا تبحث عن تحصين مالي لموازناتها التي تمر اساسا بأزمة، والاستعانة بالامارات سيعني عمليا ليس فقط مصالحة بين الجانبين بل تنازلات تركية بشكل من الاشكال في عدد من المواقع، ويمكن توقع ذلك في سوريا حيث هناك تقارب رسمي اماراتي واضح مع النظام السوري (ربما تقارب بين انقرة ودمشق للتمايز عن الطرف الكوردي). في المقابل ابو ظبي تحتاج لاي حليف اقليمي قوي في سياق مواجهة الضغط الايراني المستمر في اكثر من جبهة.
سيكون من المستحيل الا يكون هناك اثر لهذا التقارب الاستراتيجي على تونس بشكل من الاشكال. في اقل الحالات اي طرف تونسي سيعول على انقرة لتحسين وضعه الداخلي سيضيع الوقت. وكل من سيعول على ابو ظبي لمحاصرة النفوذ التركي ايضا يضيع الوقت. باختصار من سيبني سياساته على استقطابات 2011 سيكون خارج التاريخ. الاستقطاب حول التأسيس الديمقراطي لم يعد العامل الرئيسي للصراع. التوازنات الجيوسياسية، موازين القوى الواقعية عادت لتصدر المشهد اقليميا.
الخلاصة ايضا: ان طحنونيي (نسبة الى طحنون بن زايد مستشار الامن القومي الاماراتي الذي مهد لزيارة محمد بن زايد الى انقرة) المحاور المختلفة خاصة الذين يواصلون التطاحن العقيم لمصلحة هذا الطرف او ذاك هم في التسلل… وان البوصلة يجب ان تبقى تونس وحصرا تونس…
اختلاط_المحاور #الطحنونيون”.
شارك رأيك