في الوقت الذي غابت فيه الانشطة الثقافية للتلاميذ و انحدر مستوى التعليم و هاجر الأطفال المؤسسات بعشرات الآلاف سنويا ليعم الجهل و الانحراف…، اختار الفنان المسرحي رؤوف بن يغلان ان ينقذ ما يستطيع انقاذه و التحول من مدرسة الى مدرسة ليلتقي بالتلاميذ و بالاطارات و يتناقش معهم عبر التنشيط المسرحي و استقطاب من جديد الاطفال نحو عالم الابداع و الاشعاع، شباب الغد ممن سيصنعون تونس من جديد، تونس الغنية بمواطنيها…
انطلاقا من هذا الحلم، استهل رؤوف بن يغلان المشوار، فبعد معهد العوينة و اعدادية الزريبة، الوجهة المقبلة ستكون في منزل جميل، و في ما يلي ما دونه على صفحته الخاصة بالفايسبوك استعدادا لتنظيم، قريبا، لقاء ثقافي في المعهد مع التلاميذ و الأساتذة و الأسرة التربوية ككل. الحدث سيكون في القاعة الرياضية التي انطلقت فيها الأشغال لتهيئها و تحويلها، وقتيا الى فضاء مسرحي بستائره السوداء و بركحه.. :
“رؤوف بن يغلان فنّان في المدرسة
بعد زيارتي المعهد الثانوي بمنزل جميل و بدعوة من مديره الخلوق الذي رحّب بي و ابهرني بحسن استضافته يوم الثلاثاء الفارط و بعد اللقاء مع أساتذة المعهد الذين أشكرهم على حسن استقبالهم تم الإتفاق و بدأت الاستعدادات لتنظيم اللقاء الثقافي الذي سيجمعني قريبا مع الأسرة التربوية بالجهة و خاصة تلاميذ وأساتذة مربين وأولياء و إداريين لمعهد منزل جميل . كما تم الاتفاق على ان يكون الحدث في القاعة الرياضية التي انطلقت فيها الاشغال لتهيئتها كما يظهر في الصور وذلك بتحسين جدرانها و تغطيتها بالستائر ذات اللون الأسود حتى يتحوّل فضاء القاعة من فضاء رياضي الى فضاء مسرحي ثقافي يجمع الركح بالجمهور (كما كأن الحال مع معهد العوينة واعدادية حمام الزريبه ) و حيث سيتجدّد الموعد مع الآغورا الثقافيّة التى أقدمها و أنشطها تحت عنوان فنّان في المدرسة . سنتحاور و نتحدّث عن العنف، عن التهميش ، بالكلمة والحركة ، بالصوت والصورة المجسّدة ، سنتحدث عن الفرق بين ثقافة الشارع و ثقافة المسرح و عن العلاقة بين الفن والمدرسة و بين التربية و الإبداع ، سنتحاور بالكلمة و الحركة و سنتنفّس فنا و تربية. فنّان في المدرسة هو عنوان اخترناه لنؤكّد من خلاله رغبتنا و ارادتنا و عزمنا على المشاركه لتوطيد العلاقة بين المربي الاستاذ و الفنّان و ذلك بقيامنا بحملة تحسيسيًّة تتضمّن مقاربة ثقافية ابداعيّة في مكافحة العنف و الانحراف في الوسط المدرسي و ذلك بتشريك التلاميذ والاساتذة للتحاور والاستفسار حول أسباب العنف المدرسي و سبل تجنّب أسبابه و ذلك بالانخراط في المعالجة الثقافية و الفنيّة التى تربط التربية بالابداع و يمتزج فيها التفكير بالتعبير و الشهادات الفردية بالمبادرة التشاركيّة و حتى ننتقل من التلميذ المتلقي الى التلميذ المشارك المنتج و من الاستاذ المدرّس الى الأستاذ المتلقي و المتفاعل. جمع بين الرؤية التربويّة التعليميّة و الرؤية الثقافية الإبداعية ، بين الثنائي الاستاذ والتلميذ من جهة والفنان من جهة اخرى”.
شارك رأيك