مثل إعطاء إشارة انطلاق مشروع تهيئة متحف قرطاج ومحيطه المباشر محور ندوة صحفية انعقدت اليوم الاثنين 06 ديسمبر 2021 بكاتيدرائية “القدّيس لويس” بقرطاج تحت إشراف وزيرة الشؤون الثقافية الدكتورة حياة قطاط القرمازي وبحضور سعادة سفير الاتحاد الأوروبي بتونس السيد “ماركوس كورنارو” وممثلين عن “اكسبرتيز فرانس” وثلّة من ممثلي وسائل الإعلام السمعية والبصرية والمكتوبة، إلى جانب عدد من المديرين العامين والإطارات بالوزارة.
ويأتي هذا المشروع في إطار اتّفاقية شراكة بين الدّولة التونسية والاتحاد الأوروبي تحت مسمّى “تونس وجهتنا”، ويهدف هذا المشروع إلى مزيد تثمين متحف قرطاج وإعادة توظيفه.
وفي كلمة ألقتها بالمناسبة، تقدّمت الوزيرة بعبارات الشكر والترحيب للاتحاد الأوروبي ممثلا في سعادة السفير ” ماركوس كورنارو” الذي استجاب للطلب التونسي وتم رصد اعتمادات استثنائية في إطار برنامج ” تونس وجهتنا “، ولا سيما مشروع “تراث 3000″ الذي خصّص لإعادة تأهيل متحف قرطاج ومحيطه المباشر، ولإدارة المشروع الممثلة في الوكالة الفرنسية للخبرة الفنية ” Expertise France ” التابعة لمجموعة “وكالة التنمية الفرنسية”.
وأوضحت الوزيرة في هذا الإطار أنّ” التدخل في كاتدرائية “سان لوي” ومبنى المعتكف السابق للآباء البيض قد تطلّب إجراء عدد من الدراسات التي استغرقت مدة تزيد عن عامين بما يضمن سلامتهما والمحافظة عليهما،أخذا في الاعتبار خصوصيتهما التاريخية وتواجدهما في موقع أثري يعرف ضغطا عمرانيا متنام، وقد تمّ ضمن مقاربة مبتكرة ومتناسقة إنجاز دراسة حول الأثر البيئي والاجتماعي والتراثي لهذا التدخل، وهي المرة الأولى التي تنجز فيها دراسة في سياق مشروع متحفي من هذا القبيل لمتحف في تونس، وسيكون لهذا المشروع بعد وطني اعتبارا لما سيضفيه من ديناميكية على المنطقة مما يحتم تضافر الجهود لإنجاحه وتحقيق أهدافه .” وأفادت وزيرة الشؤون الثقافية أنّ “مشروع إعادة التأهيل يُعد فرصة لانخراط هذا المتحف في مقاربة منفتحة فيما يتعلق بتنويع الزائرين وتطوير الخدمات المقدمة إليهم.”
وفي سياق متّصل، أعلنت الوزيرة عن قرب إطلاق المناظرة في الهندسة المعمارية والسينوغرافيا وتهيئة المساحات الخضراء لمشروع إعادة تأهيل المتحف الوطني بقرطاج في خطوة أولى لتتواصل مراحل المشروع إلى حدود موفّى سنة 2023.
من جهته، أشاد سفير الاتحاد الأوروبي بتونس السيد “ماركوس كورنارو” بأهمية مشروع إعادة تهيئة متحف قرطاج ومحيطه المباشر لما لهذا الموقع من قيمة تراثية وحضارية، وهو الذي يذكّر دائما بانفتاح تونس على عدد هام من الحضارات.
وأبرز سفير الاتحاد الأوروبي أن لهذا التعاون التونسي الأوروبي أهداف مشتركة لدعم النمو الاقتصادي والحيوية الإقليمية والحراك السياحي في خطوة لتطوير السياحة الثقافية وتثمين التراث الثقافي لتونس.
وللتذكير ، فقد أنشىء متحف قرطاج الأثري سنة 1875 بمبنى معتكف الآباء البيض تحت اسم ” متحف سان لوي ” ثم أصبح يعرف بداية من سنة 1899 باسم “متحف لافيجيري” قبل أن يصبح”المتحف الوطني”سنة 1964 إثر توقيع اتفاقية تسوية مؤقتة بين الفاتيكان والجمهورية التونسية.
شهد المتحف الوطني بقرطاج منذ تسعينات القرن الماضي العديد من عمليات التوسعة والتهيئة، وعرف عددا من مشاريع إعادة تأهيله في السنوات الأولى من القرن الحادي والعشرين، غير أن جملة من الوضعيات استوجبت إغلاق عدد من القاعات تباعا، إلى أن تم إغلاق المتحف كليا في مارس 2018.
ونظرا للأهمية التاريخية والحضارية للموقع الوطني بقرطاج وقيمته العالمية تمّ إدراجه سنة 1979 في قائمة التراث العالمي لليونيسكو غير أن هذا التصنيف أصبح اليوم مهددا بسبب ما تشهده المنطقة خلال السنوات الأخيرة من توسع حضري وهو ما استوجب وضع خطة لحمايته وإحيائه.
شارك رأيك