في سنة 2010, بالرغم من المؤشرات التي كانت إيجابية بالمقارنة مع ما هي عليه اليوم من ترد، بلغ الاحتقان أقصاه وتفجرت الأوضاع، أما اليوم فتونس تشهد تفاقم الفقر وتدني الخدمات وتدهور البيئة واستشراء الفساد والمال الفاسد والإعلام الفاسد وسطوة اللوبيات والعصابات أكثر بكثير من زمن الطرابلسية… معنى ذلك اننا نعيش مظاهر وتجليات الدولة الفاشلة بكل المقاييس.
بقلم الطيب اليوسفي *
باختصار وبعيدا عن السفسطة والشعارات، في سنة 2010 كانت نسبة التضخم في حدود 3 بالمائة واليوم تناهز 7 بالمائة وكانت نسبة المديونية الخارجية في حدود 38 بالمائة من الناتج واليوم نقارب 100 بالمائة، وكانت نسبة النمو بمعدل 5 بالمائة واليوم تناهز صفر فاصل بل انها سلبية، وكانت نسبة البطالة في حدود 15 بالمائة واليوم تتجاوز 18 بالمائة.
في سنة 2010, بالرغم من المؤشرات سابقة الذكر بلغ الاحتقان أقصاه وتفجرت الأوضاع، بالطبع إذا اقتصرنا على المعطيات الداخلية فحسب اليوم ينضاف إلى تدهور المؤشرات المذكورة تفاقم الفقر والخصاصة والبؤس وتدني الخدمات في سائر المجالات وتدهور بيئي مرعب واستشراء الفساد والمحسوبية وصولان وجولان المال الفاسد والإعلام الفاسد وسطوة اللوبيات والعصابات أكثر بكثير من زمن الطرابلسية ومن والاهم معنى ذلك اننا نعيش مظاهر وتجليات الدولة الفاشلة بكل المقاييس.
بعبارة أوضح انه إذا تواصل الحال على ما عليه فإن الزلزال قادم ليقلب سافلها على عاليها.
صفوة القول ان المطروح الآن وليس غدا الانكباب على البدء في إصلاح الأوضاع قبل فوات الأوان وترجمة ذلك إلى أفعال تمهد للخروج من النفق الذي تردت فيه البلاد بسبب سياسة الهواة ومنطق الغنيمة والهوس المحموم بالسلطة وسوء التدبير والتسيير وإهدار المال العام.
العبرة في السياسة بالنتيحة وهي الوحيدة التي تفرز بين الفشل والنجاح وبين الإخفاق والفلاح ولم يبق اليوم من خيار سوى النجاح والا فإنها الفوضى العارمة التي تؤدي إلى المرور من الدولة الفاشلة إلى اللادولة.
* رئيس ديوان سابق لرئيس الحكومة.
شارك رأيك