كشف الباحث سامي براهم مساء الخميس 9 ديسمبر 2021 عبر تدوينة فايسبوكية، عن معاناة سامي السيفي الذي اضرم النار في جسده بعد ان فقد الامل و انصافه أصبح مستحيلا من حركة النهضة التي بسببها وقع حشره السجن وهو تلميذ بالمعهد….
“سامي السّيفي لم يكن طرفا في قضيّة باب سويقة من قريب أو بعيد … كان تلميذا في المعهد الفنّي بتونس … حشر في قضيّة باب سويقة وبرّأه القضاء … ولكن هذه البراءة لم ترض سلطات الاستبداد الغاشم … فلفّقت له قضيّة أخرى أودت به السّجن …
بعد الثّورة لم يراهن على العدالة الانتقاليّة لتنصفه ولم ينافس الضّحايا على جبر الضّرر … عمل في شركة أدوية ولم يكن يبخل على غيره من المحتاجين بالمساعدة … وقع تسريحه من عمله بشكل تعسّفيّ … فالتجأ إلى الحزب الذي سجن بسبب تهمة الانتماء إليه لينصفه ويتدخّل لدى المشغّل… فكان الحلّ من قبيل المسكّنات حيث أوكلت إليه مهمّة هامشيّة في المقرّ المركزي للحزب بمقابل زهيد لا يليق بمناضل له في السّجن صولات وجولات ومواقف بطوليّة وإنسانيّة يعرفها من عايشوه …
لكن لم يطل به المقام فقد وقع تسريحه من عمله في مقرّ الحزب في إطار سياسة التقشّف … اختارته يد الضّغط على الإنفاق ليكون هو ضحيّة هذا الخيار … دون اعتبار لحاجته وفاقته وحاجة عائلته …
كان سامي متعفّفا بينما استغلّ آخرون قربهم من دوائر القرار في الحزب لتحسين وضعهم الاجتماعي …
سامي السّيفي سجن وهو تلميذ … والتّلاميذ أكثر فئات ضحايا الاستبداد هشاشة قبل الثّورة ويعدها … لذلك لم يستفيدوا من الانتداب المباشر الهشّ بمقتضى العفو الذي شملهم والذي لم يراهن عليه سامي من الأساس …
سامي السّيفي ضحيّة منظومة استبداد زجّت به في السّجن لمدّة أزيد من عقد … وضحيّة طبقة سياسيّة وإعلاميّة ونخب فاسدة شنّعت علي الضّحايا ورذّلت النّضال ووزنته بالأرطال … وضحيّة حزب ساوم بالعدالة الانتقاليّة من أجل مصالحات وهميّة لم تحقّق نفعا للبلد على حساب الضّحايا وأوجاعهم وحاجاتهم وفقرهم وبؤسهم ومرضهم … كثير منهم قضى نحبه … وبقي الآخرون موصومين بتعويضات وهميّة لم تتحقّق ونضالات لم يستأذنوا فيها أحدا فضلا عن تهم الإثراء ونهب المال العامّ المغرضة …
يل إنّ هذا الانقلاب الغاشم شحن النّفوس وحشّد الأنصار وأوقد لهيب الثّأر والانتقام بتوظيف مسألة التّعويضات والنّفخ فيها …
اليوم يقف سامي السّيفي بين يدي ربّه ليشكو ظالميه وقد انفلت منه زمام أمره ليضرم في جسده نارا كانت تستعر بداخله …
رحم الله رفيق السّجن سامي السّيفي العفيف المتعفّف الذي كان يواجه السجّانين وعتاة أعوانهم من كبرانة الغرف للذّود عن المستضعفين من رفاقه …
سامي الحبيب… نودّعك بعيون باكية وقلوب تتفطّر حزنا ونسأل الله لك العفو والمغفرة والرّحمة”.
شارك رأيك