في سعيه إلى الاستفراد بالحكم و تغيير شكل النظام و المؤسسات في تونس طبقا لرؤيته الخاصة و دون تشريك للأطياف السياسية و المجتمع المدني هل كان قيس سعيد “يرتجل” فعلا خطواته أم كانت نظرته بعيدة!؟ وهل أبطأ كما يقال في إعلان مخططه أم أنه يستعجل ويختصر الآجال؟! أي أنه اتبع “سياسة المراحل” ؟
بقلم القاضي احمد الرحموني
لا أدري، هل غدا واضحا لكل الناس منهج قيس سعيد في الانقلاب “المرحلي” على مؤسسات الدولة بدعم أمني وعسكري:
1- بداية من إعلانه تحت مسمى التدابير الاستثنائية تعليق صلاحيات مجلس نواب الشعب وإعفاء رئيس الحكومة يوم 25 جويلية.
2-ومرورا بتعليق أحكام الدستور وإقرار تنظيم مؤقت للسلطات والانفراد بالسلطة التشريعية وبكامل السلطة التنفيذية و تركيز حكومة تابعة له وتحصين قراراته ضد أية رقابة أو طعن قضائي بموجب الأمر الرئاسي عدد117 الصادر في 22 سبتمبر إضافة إلى حل أو تعطيل بعض المؤسسات الرقابية (الهيئة الوقتية لمراقبة دستورية مشاريع القوانين، الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد…)
3-ثم انتهاء بإعلان عدم صلاحية الدستور القائم وبأن الانتخابات النيابية مزورة فضلا عن أن مؤسسات الدولة الأخرى فاقدة للشرعية أو ينخرها الفساد (باستثناء شرعية حكمه) والتركيز خصوصا على إرباك القضاءالمدني وتشويه مؤسساته وبالأساس المجلس الأعلى للقضاء.
4-ثم التلويح بالشروع في تأسيس مرحلة جديدة (يسميها بعض الموالين بالجمهورية الثالثة) ينسلخ فيها عن أية مشروعية دستورية سابقةو يكتب (أو يستكتب!) فيها دستورا جديدا يتم إقراره باستفتاء شعبي (مزعوم) يكون مسبوقا بحوار (مغشوش) ويقر فيها نظاما سياسا وقانونا انتخابيا يلائمان توجهه وذلك بقصد التحضير للانفراد الدائم بالسلطة وضمان استمرارها طبق رؤية خاصة (للتمثيل النيابي وموقع القضاء ودور الأحزاب والمنظمات…)
ويبدو ان قيس سعيد قد اختار عن قصد تمشيا من هذا القبيل مع هامش محدود و مسيطر عليه يفسح لبعض الحريات تحت الرقابة الأمنية عوض الاعتماد على “وصفة”مستنسخة للانقلاب العسكري التقليدي الذي يعلن تعليق الدستور والمؤسسات ومصادرة الحريات في بيان واحد!
ويضاف لذلك أن قيس سعيد قد اعتمد سياسة اتصالية متحفظة ومغلقة في وجه الإعلام والأحزاب والمنظمات الوطنية واتبع أسلوبا غامضا ومباغتا مما ساهم في”التكتم” على مخططه وعدم كشف تفاصيله!
فهل كان قيس سعيد “يرتجل” فعلا خطواته أم كانت نظرته بعيدة!؟ وهل أبطأ كما يقال في إعلان مخططه أم أنه يستعجل ويختصر الآجال.؟!
شارك رأيك