خطاب رئيس الجمهورية قيس سعيد ليلة 13 ديسمبر 2021 هو بكل المقاييس، شكلا و مضمونا، ما هو مطلوب و منشود في هذه المرحلة الانتقالية من تاريخ تونس الحديث. فقد أصاب حين اختار الحوار مباشرة مع الشعب الكريم عوض لقاءات الصالونات مع ممثلي الأحزاب بعد التقارير المتعددة لمحكمة المحاسبات و التي سجلت خروقات انتخابية و حزبية مالية جسيمة.
بقلم مرتجى محجوب
أصاب الرئيس أيضا حين ذكر القضاء بدوره و مسؤوليته في هذه المرحلة الحرجة و أصر مرة أخرى على أن يتحرك بقوة و شجاعة و حيادية من أجل تناول الملفات الحارقة و إصدار الأحكام المناسبة.
كما أصاب الرئيس حين اختار المضي قدما نحو تعديل الدستور و القانون الانتخابي و المتعلق بالأحزاب و الجمعيات و غيرها من القوانين…
وهو كذلك مصيب حين قرر مواصلة تجميد برلمان مهزلة سبقته انتخابات تشريعية سجلت خروقات و تجاوزات لا تحصى و لا تعد…
الرئيس ذكر مرة أخرى بضرورة حماية سيادة الدولة التونسية و استقلالية قرارها و أشار بوضوح للعمالة و الانتهازية و الدناءة التي اتسمت بها عديد الأطراف المريضة بالسلطة و المناصب و المصالح لا غير.
قيس سعيد، الذي تقف غالبية شعبه الساحقة خلفه، لم يشأ الرضوخ للضغوط الداخلية و الخارجية في رفع التجميد عن المجمدين من البرلمانيين كما لم يقرر الذهاب نحو انتخابات تشريعية قبل تطهير المناخ الانتخابي و تغيير النظام السياسي و غيرها من التعديلات الدستورية و القانونية المناسبة و التي سيقررها مباشرة عموم الشعب الكريم الذي و للأسف الشديد يحتقر رأيه فئة ممن يعتبرون أنفسهم نخبة تعيش في عزلة و قطيعة و برج عاجي.
سيادة رئيس الجمهورية قيس سعيد، أعتبر خطابكم يوم 13 ديسمبر تاريخيا و مناسبا تماما لما تتطلبه المرحلة من إصلاح و تصحيح مسار نحو ديموقراطية حقيقية لا توظف الدين في السياسة و لا تخترقها أموال فاسدة أو عمالة.
فشكرا على شجاعتك و إقدامك و إلى الأمام من أجل تونس و شعبها الذي ذاق الويلات و عاش كما قلتم سنوات الظلام في انتظار الضياء و الأمل.
شارك رأيك