مرة أخرى ينزلق لسان معلق قناة الجزيرة الرياضية حفيظ دراجى، مرة أخرى يستبيح الرجل التجاسر على ما يسمى بالأخوة التونسية الجزائرية و مرة أخرى يجسم هذا المعلق تفاهة التعليق الرياضي لديه و لدى آخرين ممن فقدوا المهنية و الانضباط و يسعون بكل جهد هابط إلى “تلميع” صورتهم بعد أن اكتشفت الجماهير العربية عنصريته المقلقة و المجانية في التعليق و التحليل.
بقلم أحمد الحباسى
من الثابت أن “صديقنا” الدراجى الذي يخرج عن كل قواعد التعليق و يتصيّد الفرص عند كل هزيمة لفريق تونسي قد كشف كل أوراقه و بات كارتا محروقا تفرضه القناة الرياضية القطرية على متابعيها فى تونس في نطاق إساءة مبرمجة تعتمدها القنوات القطرية ضد الثورة التونسية و ضد ما يتحقق من إنجازات رياضية تحلم قطر بأموالها النفطية الخيالية بإنجاز عشرها حتى لو مرة عشرات السنوات أو حتى لو جنّست كل رياضي النخبة في العالم.
القناة القطرية تترك الحبل على الغارب
لا نظن أن القناة الرياضية القطرية لا تستمع إلى ردود أفعال مشاهديها و لا نظن أن احتجاجات الجمهور التونسي العريض لم يصل صداها إلى آذان المسؤولين في الدوحة و لذلك نؤكد أن لسان حفيظ دراجى لم يكن لينفلت بهذه الصورة المزعجة و الكريهة لولا وجود حالة تعتيم مقصودة من القناة… كما لا نظن أن هذه القناة ستترك الحبل على الغارب لو تعلق الأمر بالمملكة السعودية مثلا.
مع ذلك نسأل لماذا يصر هذا “المعلق” على اصطياد الفرص للإساءة للشعب التونسي متجنبا ارتداء لباس الموضوعية و اختيار الألفاظ الهابطة التي يجترها دائما و لماذا لا يلتفت هذا الرجل إلى كل الانتقادات المباشرة التي تطاله عقب كل تعليق في كل وسائل الإعلام و قنوات التواصل الاجتماعي؟ لماذا تصر “البيين سبورتس” على أن تدخل الرياضة التونسية لتكون ضحية اعتبارات و مصالح سياسية مشبوهة؟ هل أصبحت الرياضة و الروح الرياضية و احترام الآخر مستباحة من بعض الألسنة المتواطئة مع مشروع الفوضى الخلاقة الأمريكي؟
قطر تستهدف الأخوة التونسية الجزائرية
لا يريد البعض أن نعطى مساحة نقد أو انتقاد لتصرفات حفيظ الدراجى من باب أن ما يخرج من جوفه هو مجرد شقشقة لسانية مدفوعة الثمن كما لا يريد آخرون أن نصمت مجددا بعد أن خرج هذا المعلق السليط عن كل الضوابط الاحترافية و خرق كل الخطوط الحمراء مما أساء لنبل العلاقة بين البلدين و جعل المتابعين يشمئزون تمام الاشمئزاز مما وصلت إليه القنوات القطرية المتآمرة على تونس من عفن في الخطاب و نفاق في التعامل لكن من الوجيه أن نقول للدراجي و أمثاله أن هذا المسار في التعامل مع الأندية الرياضية لن يجعلنا نسقط رداءته على علاقتنا بالشعب الجزائري و هي العلاقة القوية التي يسعى لسان الرجل لضربها بكل الطرق متجاهلا أننا نعلم أن القيادة القطرية كما استهدفت تونس و لا تزال فهي تستهدف الجزائر بكل الطرق لتكون التالية على مائدة اللئام الصهاينة و الأمريكان.
نعم، مشكلتنا مع المدعو الدراجى أن الأمر لا يتعلق بزلّة لسان عفوية أو مقصودة عابرة بل بإرادة شخص يأتمر بأوامر متآمرة يريد أن ينفذ جزء من مقاولة تهدف إلى الحط من المعنويات و ضرب كل بصيص أمل بعد أن بقيت الرياضة هي المتنفس الوحيد.
“المنتخب التونسي تعيس”، هذا التوصيف الهابط لا يمكن أن يخرج إلا من لسان شخص اسمه حفيظ الدراجى و هذا التوصيف المقصود لم يكن الأول في أدبيات هذا المعلق حين يتعلق الأمر بالرياضة و الأندية التونسية.
نحن إذن أمام شخص مكلف بمهمة تشويه و تقزيم و تبخيس و لسنا أمام معلق محترف و محترم يختزن تشابيه مناسبة تحترم الذوق و الروح الرياضية التي تنفر من هكذا تعابير و توصيفات غير محبذة في مثل هذه التظاهرات الرياضية.
طبعا ربما كان من المقبول بعض الشيء و بكثير من الاحتراز أن يتولى المحلل في الأستوديو وصف أداء المنتخب بالتعيس لكن أن يصدر التوصيف من شخص مغرور ينشط لفائدة جهة معينة و أن يتم إسقاط التوصيف على منتخب يضم عناصر رياضية ينشط تحت راية وطنية غالية فهذا ليس إلا إجراما لغويا هابطا غير مقبول.
يبقى أن نتساءل مرة أخرى عن جدوى محاولة البعض تلطيف الأمور و لم تدفعهم الشهامة لرفع الصوت أمام شخص يستحق المواجهة و الصدّ، ألم يدرك هؤلاء بمن فيهم المعنى بالأمر أن الشعب الذي لا يقف في وجه كل متآمر أو متجاوز في حقه هو شعب مقصر و لذلك نقول بعلو الصوت للدراجى و من وراءه ” هكذا المرجلة يا حفيظ؟
كاتب و ناشط سياسي.
شارك رأيك