اليوم الجمعة 14 جانفي 2022 يحتفل التونسيون بمرور 11 عاما عن “ثورة الحرية و الكرامة” التي و إن جاءت ببعض حرية فقد غابت عنها الكرامة و العدالة و الشغل الذي ما زال محروما منها قرابة 800 ألف تونسي و تونسية. لذلك يتسم الاحتفال بمسحة من الحزن و الحيرة و القلق على مستقبل البلاد و العباد في ظل صراعات أيديولوجية لا تنتهي.
بقلم محسن بن عيسى *
لم نزل منذ 14 جانفي 2011 في مرحلة التقهقر والإرباك، ولم تُضمّد إلى اليوم جراح الضياع واليأس لدى الشعب، بل أصبحت أشدّ إيذاءً وأقسى ألما.
أيّ تجربة مؤلمة عشناها؟
أيّ فكر جاء به أولئك “المؤدلجون” و”المكفّرون”؟
أيّ فكر جاء به أولئك “السياسويون” و”الثورجيون” ؟
أيّ فكر جاء به أولئك الذين يلهثون وراء السلطة والمناصب والغنيمة وهم يناورون ويتآمرون؟
أيّ فكر جاؤوا به وأيّ همجية وجنون؟
من المؤسف حقّا والحالة تلك أنّ بعض الذين يضعون ساقا على ساق في “الصالونات” و “المقاهي الفاخرة” وغيرها… لم يزالوا يتجادلون ويُدجّلون.
علينا أن نستثمر درس هذه العشرية البائسة ونتعلّم منه، فالمراوحة تنبئ بقدوم كارثة أكبر مما يتصورون.
علينا إيقاف الاستئثار الضيق بادعاء الوطنية فالمغالطات فيها إعدام لها.
علينا التوقف عن الصراخ وتجاوز الجعجعة لنعرف كيف نفكّر بجدّية وعمق.
علينا أن نتخطّى السخافة والتفرقة وتبادل التهم القذرة، وإعادة الانتظام باتجاه الدولة.
علينا الاستماع للغة العقل والاستئناس بمبادئ وقيم الشعوب الواعية التي تعلو فوق الخلافات الاجتماعية والفكرية وتتعالى عن كل القناعات التي لا تؤدي إلى سيادة ومناعة الوطن.
لسنا أول الشعوب التي تتعرّض للأزمات ولسنا آخر الشعوب. لقد “كابدنا” غُلب الأيام، ولكن الأيّام تكفهرّ حينا وتضحك أحيانا.
* ضابط متقاعد من الحرس الوطني.
شارك رأيك