أدت وزيرة الشؤون الثقافية الدكتورة حياة قطاط القرمازي السبت 22 جانفي 2022 بحضور والي مدنين السيد سعيد بن زايد زيارة إلى الموقعين الأثريين “المديْنة” و”بوقرنين” بمنطقة بن قردان لمعاينة وضعيتهما الحالية وللنظر في سبل تثمينهما والمحافظة عليهما من كل أشكال الحفر العشوائي.
وخلال الزيارة استمعت الدكتورة حياة قطاط القرمازي إلى مختلف مشاغل أهالي بن قردان الثقافية ومقترحاتهم العملية لتثمين الموقعين الأثريين وسبل جعلهما مصدرا مهما للاستثمار ومنوالا تنمويا متميزا للجهة.
وفي تصريح اعلامي، أكدت وزيرة الشؤون الثقافية أن هذه الزيارة لهذين الموقعين كشفت عن وجه آخر للثروات الطبيعية الكامنة في منطقة بن قردان والتي تترجم عن تاريخ وحضارة تعكس الحراك التجاري والتبادلي القديم الهام.
وشددت الدكتورة حياة قطاط القرمازي على ضرورة تكاتف كل المجهودات الوطنية لبناء شراكة حقيقية مع المستثمرين الشبان والفاعلين في الحقل الثقافي ومكونات المجتمع المدني بولاية مدنين لوضع برمجة تنموية ترتكز على رؤية متجددة تأخذ بعين الاعتبار هذه الإمكانيات والثروات المتاحة لتطوير السياحة الثقافية وجعل منطقة بن قردان مستقبلا قطبا ثقافيا وسياحيا وبيئيا.
وسعيا إلى تكريس مبدأ العمل الأفقي بين الإدارات المركزية والهياكل العمومية وتعزيز أواصر الشراكة بينهما، دعت السيدة الوزيرة ممثل المعهد الوطني للتراث بولاية مدنين إلى التنسيق مع ممثل ديوان قيس الأراضي والمسح العقاري بالجهة لتوقيع اتفاقية اطارية تهدف إلى تطوير علاقات التعاون بينهما والنظر في الأطر المتاحة لوضع حدود موقعي “المديْنة” وبوقرنين” وتسييجهما وحفظها من الحفر العشوائي.
ويذكر أن بعض المصادر التاريخية قد أفادت بأن موقعي “المديْنة” (Zouchis) و”بوقرنين” (Villa Magna أو Villa Privata) هما جزء من سلسلة من المواقع الأثرية القديمة تحيط ببحيرة “البيبان” نذكر منها “الناعورة” و”سيدي حمد الشاوش” وغيرهما.
هذه السلسلة من المواقع، التي تتواصل إلى غاية محافظة الإسكندرية بجمهورية مصر العربية، كانت معروفة سابقا بإنتاج نوعية ممتازة من الأسماك نظرا لدرجة ارتفاع ملوحة البحيرة من جهة، ووجود مجموعة من السباخ على غرار “المنيخة” و”العذيبات” من جهة أخرى.
وحسب “Starbon” (القرن الأول ميلادي) و”Pseudoscylax”( القرن الرابع ميلادي) أن موقع “المديْنة” كان يُعرف سابقا بإنتاج السمك المجفف والصباغة المستخرجة من أصداف الارجوان، فيما تكمن الأهمية التاريخية للموقع الأثري “بوقرنين” في اعتمادهم على الاقتصاد البحري من خلال استغلالهم قديما للمنتوجات البحرية.
ويُذكر أن موقع “بوقرنين” ببن قردان يحتوي على بقايا رصيف مينائي بحري وهو ما يؤكد وجود علاقات تجارية قديمة على المستويين الجهوي والمتوسطي، فيما يحتوي موقع “المديْنة” على مجموعة من الأفران المنتجة للآجر المشوي والجرار التريبوليتانية.
شارك رأيك