الرئيسية » تونس : لماذا يريد راشد الغنوشي إسقاط “الانقلاب” ؟

تونس : لماذا يريد راشد الغنوشي إسقاط “الانقلاب” ؟

محاولات راشد الغنوشى الأخيرة الإيحاء بكونه لا يزال الرقم الصعب في المشهد السياسي التونسي باءت كلها بالفشل لأنه ليس من السهل أن يعود الميت من القبر و ليس هناك مغفل لا يزال يصدق ترهات و ألاعيب شيخ الإخوان، محاولة جمع بعض النواب المجمدين و لو عن بعد  لم تنجح في كسب مرشد النهضة بعض النقاط السياسية و لم يكن لها وقع  يمكن الالتفات إليه فالثابت أن مجلس النواب قد أصبح بالنسبة للأغلبية الصامتة و للرأي العام و بالذات لمن لا يزالون يطالبون بالنفخ فى أنفاسه و بإرجاعه للعمل بعلة أنه عنوان لنجاح الثورة أو للديمقراطية في تونس هو مكان لممارسة الرذيلة السياسية في أقذر مظاهرها و محل نخاسة لبيع  البلاد لبعض الدول المتآمرة على تونس و التي  دعمت شيخ الإخوان ماليا و إعلاميا للقيام بهذا الدور.

بقلم أحمد الحباسي *

هناك معلومات و تسريبات تتحدث أن شيخ الإخوان و بعد استيعابه لصدمة ليلة 25 جويلية 2021 حين وجد نفسه بين نار صور المتظاهرين و هم يحرقون مقرات حركته المشبوهة و بين نار قرارات منتصف الليل الرئاسية و التي ركنته على الرفّ و جعلته يقف أمام بوابة مجلس النواب يستجدي السماح له بالدخول في مشهد سوريالي سيبقى محفوظا في تاريخ هذه الثورة المتنازع حولها أصبح يعدّ لمجموعة من التحركات في كل الاتجاهات و من بينها القيام بعمليات تفجيرية ضد رموز الدولة أو بعض مؤسساتها أو منشآتها كما توعدت قيادة الحركة و كما تسوّق صفحات الحركة و مواقعها الالكترونية لتحويل تونس إلى جحيم.

بطبيعة الحال يدخل إعلان وزارة الداخلية منذ أيام عن نجاحها في القبض على عدة إرهابيين كانوا بصدد القيام بالتخطيط لتنفيذ عمليات تفجير نوعية دليلا على أن مرشد حركة الإخوان قد أراد استغلال بعض الظروف و ما ينعت بالتراخي الأمني لإحداث فرقعة إعلامية و بلبلة في الشارع حتى تعمّ الفوضى.

حركة النهضة و الفوضى الخلاقة

ما علاقة فتح تحقيق ضد رئيس اتحاد الفلاحين عبد المجيد الزار بمشروع الفوضى الخلاقة الذي يسعى شيخ الإخوان لتنفيذه لإشاعة الفوضى و التسبب في حرب أهلية و لماذا يتحدث المتابعون عن أن ما تعانيه الأسواق من غلاء في أسعار الخضر وراءه يد و عقل مدبّر آثم  يصفه الرئيس قيس سعيد بالمجرم؟ ما سرّ  توقيت هذا الهجوم الكاسح الذي شنته مافيا المخدرات لإغراق السوق بهذه الكميات الغير المسبوقة و التي تمثل حادثة القبض على ما يناهز الطن من مادة الكوكايين القادمة من دولة الإكوادور دليلا ملموسا على أن هذه الشحنة كان الغرض منها تنفيذ جزء من مشروع الإخوان المتمثل في استهداف الشباب و بالذات أبناء  المؤسسات التعليمية ؟ لماذا تم اغتيال النقيب محسن العقيلي بتلك الطريقة البشعة و هل ستظهر كافة الوثائق التي يملكها حول الجهاز السري للحركة؟ ماذا تخفى التحركات المريبة التي تبعت وضع القيادي نورالدين البحيرى تحت الإقامة الجبرية و هل تخوفت الحركة من حصول صفقة بينه و بين النظام تضر بالحركة تماما كما حصل زمن الرئيس الراحل زين العابدين بن على؟

 لعل أحد الأسئلة الأخطر المطروحة بقوة هذه الأيام تحوم حول سر هذا “التحالف” المشبوه بين بعض الفاقدين للوطنية  المنضوين تحت ما يسمى “مواطنون ضد الانقلاب” و بين شيخ حركة النهضة. يتوهم مرشد الإخوان أن تصريحه بما سماه تلاقى الإيديولوجيات لأول مرة للدفاع عن الديمقراطية و مناهضة الانقلاب أن مثل هذه التصريحات ستلاقى  صدى لدى الأغلبية و قد فات عليه أن هذه الأخيرة قد ودعت الغفلة إلى غير رجعة و إن تصريح شيخ  الموت لو نافس به الفنان عادل إمام في المسرح لدخل الجمهور في نوبة من الضحك و نال به نجومية لم ينلها هذا الفنان.

وهم العودة إلى كراسي الحكم

سيكتب التاريخ أن نجيب الشابي و  عز الدين الحزقي و بعض غلمان اليسار و مرتادي حانات القمار السياسي قد صافحوا يوما أيادي  شيخ الإرهاب الملطخة بدماء الشهداء و رفعوا كؤوس نخب هذا الوطن المدمر. ستبقى مبادرة هؤلاء المرتزقة مجرد مبادرة فاقدة للأهلية الأخلاقية لا علاقة لها بمصلحة الوطن و لا بصناعة مستقبله لأنها مجرد مبادرة لئيمة مزورة منافقة غلفت بالمقدمات اللفظية المنمقة لغاية التضليل. إن إجرام هؤلاء المرتزقة لا يختلف عن إجرام مافيا الاحتكار و الأدوية و المخدرات الذين تعمدوا التسبب للمواطن في معاناة جوهرية جعلت مصيره المعيشي في خطر.

“الشعب يريد إسقاط النظام”، هذا هو الشعار الذي رفعه الملايين لإسقاط الرئيس الراحل زين العابدين بن على و هذا هو نفس الشعار الذي  تعض نفس الملايين ألسنتها لأنها أطلقته في لحظة غضب موتورة و غير موزونة العواقب، اليوم يتزعم شيخ القتلة من بقى من عصابته و من والاها من المرتزقة حملات بغيضة ممولة بالدولار النفطي الخليجي تحت شعار بائس اسمه “الشعب يريد إسقاط الانقلاب”، من تجمعوا  يوم 14 جانفي الفارط  تحت يافطة “مواطنون ضد الانقلاب” لا غاية لهم  إلا تقسيم الرأي العام و تضليله و هذا التقسيم كما يعلم الجميع هو المدخل المتبقي لهم لتنفيذ حلم و وهم العودة إلى كراسي الحكم التي تمكنهم من الإجهاز على  بقية مكونات هذا الوطن المدمر فلا  يوجد عاقل واحد يؤمن بأن شخصا مثل الغنوشى أو نجيب الشابىيأو عزالدين الحزقي أو هذا جلال بن بريك يصلحون أو يمكن الوثوق بهم  لرفع تحديات الوطن.

بالنهاية سيبقى يوم 23/7/2011  تاريخا ملوثا لأكبر عملية انتخابية ارتكبها  تصويت مليون و نصف مغفل لفائدة رموز حركة إرهابية راح ضحيتها وطن بأكمله و لا تزال محاولات تدميره مستمرة.

* كاتب و ناشط سياسي.

شارك رأيك

Your email address will not be published.