أشرفت رئيسة الحكومة السيدة نجلاء بودن رمضان رفقة الوزير الأول ووزير المالية الجزائري السيد أيمن عبد الرحمان صباح اليوم الثلاثاء 8 فيفري 2022 على احياء الذكرى 64 لأحداث ساقية سيدي يوسف.
وأدت رئيسة الحكومة رفقة نظيرها الجزائري زيارة إلى المعرض الوثائقي بمقر بلدية ساقية سيدي يوسف اين اطلعا على أبرز المحطات التاريخية للملحمة النضالية المشتركة بين الشعبين في ساقية سيدي يوسف، قبل أن تنعقد جلسة ثنائية بينهما خصٌصت للتداول في أبرز أوجه التعاون بين البلدين وسبل العمل على الارتقاء بالعلاقات الثنائية لما فيه مصلحة الشعبين.
وإثر ذلك توجهت رئيسة الحكومة رفقة الوزير الأول الجزائري نحو النصب التذكاري المخلد لذكرى أحداث ساقية سيدي يوسف حيث توليا وضع اكليل من الزهور وتليا الفاتحة تخليدا لذكرى الشهداء من البلدين الذين اختلطت دماؤهم خلال هذه الأحداث.
وعبرت رئيسة الحكومة خلال كلمة ألقتها بالمناسبة عن اعتزازها بمشاركة الوزير الأول الجزائري في مراسم احياء هذِه الذكرى المجيدةِ التي امتَزَجت فيهَا دِمَاءُ الشّعبيْنِ التّونسيِّ والجزائريِّ في واحدِةٍ من أروَعِ الصُّوَرِ المُجسِّدةِ لعُمقِ رَوابطِ الأُخّوةِ القائمةِ بين البلدين الشّقيقيْن، مضيفة أن هذهِ الملحَمةِ التّاريخيّةِ، التي نَعتزُّ بِها ونُحيِي ذِكراهَا سنويًّا على مدَى أكثَرِ من سِتّةِ عُقودٍ، ستَظلُّ مَحفُورَةً إلى الأَبدِ في قُلُوبِنَا ووِجدَانِنَا، نَستَلهِمُ مِنها قِيمَ التَّضحِيةِ والتّضامُنِ والتَّآزُرِ والتَّكامُلِ بينَنَا، كما تُحمِّلُنَا، في الآن نفسهِ، مَسؤوليّةً جَسيمَةً لكِتابةِ صفحاتٍ جديدةٍ مُشتَركَةٍ لِعلاقاتِ شراكةٍ بنّاءةٍ وتعاوُنٍ مُثمِرٍ في جميعِ المجالاتِ قِوامُهَا الإيمان بوحدةِ المصيرِ المُشترَكِ وحِرصُنَا على بِناءِ مستقبلٍ أفضلٍ لأجيالِنَا القادِمةِ وفاءً وعِرفانًا لشُهدائِنَا البَرَرةِ.
وأشارت السيدة نجلاء بودن رمضان إلى أن لقاء اليومَ لإِحيَاءِ هذهِ الِذّكرَى الخالِدةِ، ليُجسِّدُ حِرصَ القيادتين، بِعزْمٍ صادِقٍ من رئيسِ الجمهوريةِ التونسيةِ، السيد قيس سعيّد، ورئيسِ الجمهوريّةِ الجزائريّةِ الدّيمقراطيّةِ الشّعبيّةِ، السيد عبد المجيد تبّون، على تَكريسِ سُنّةِ التَّواصُلِ والتّشاوُرِ بينَ البلدين والارتقاءِ بالعلاقَاتِ الثنَائيّةِ إلى أرفعِ المَراتبِ والمُستوياتِ، كما يُجسِّدُ هذا اللقاء مُخرجَاتِ زِيارةِ الدّولةِ التّاريخيّةِ الّتي أدّاهَا الرئيسِ الجزائرِيِّ السيد عبد المجيد تبّون، إلى تونس، يومي 15 و16 ديسمبر 2021، ويُسَاهِمُ في تَوثيقِ عُرَى التعاون وتكرِيسِ الشراكة الاستراتيجِيَّةِ الفَاعِلةِ والمُستَديمَةِ.
كما أعربت رئيسة الحكومة عن عَميقِ تَقدِيرها وبالغِ شُكرِها لِوقُوفِ الجزائرِ إلى جانبِ تُونِس، مشيدة بِحِرصِ القِيادةِ الجزائريةِ الدَّائمِ على تقديمِ كافَّةِ أشكالِ الدَّعمِ لِبلادِنَا، تكريسًا للعلاقاتِ المتميزةِ بين البلدين وتجسيدًا لقِيمِ التّكَافُلِ والتّضامُنِ والتآخي بين الشعبين الشّقيقيْنِ.
وثمنت السيدة نجلاء بودن رمضان مَا تَشهَدُهُ مسيرةُ التّعاوُنِ التونُسيِّ-الجزائرِيِّ من دينامِيكِيّةٍ وحرَكِيّةٍ إيجابِيّةٍ في جميعِ المجالاتِ، مؤكدة بالمناسبةِ العزم على تطويرِ مضامينِهَا وإثراءِ مجالاتِها ومزيدِ تفعيلِ آليَّاتِ التعاونِ المشتركةِ، ولاسيّما من خلال عقدِ اجتماعاتِ اللجانِ القطاعيّةِ وفِرقِ العملِ المختصّةِ تمهِيدًا لالتِئَامِ الدورة (22) للجنةِ العُليَا المُشتَركَةِ.
ودعت رئيسة الحكومة إلى بذلِ مزيدٍ من الجُهدِ لِتنميةِ المناطق الحُدوديَّةِ المُشتَركَةِ، بما يُوفرُ أسبابَ النَّماءِ للأهالي بهذهِ الرّبُوعِ حتى تصبح جِسرًا دائمًا للتواصُّلِ ورافِدًا أساسيًّا للتّعاوُنِ المشترَكِ ومُقوِّمَا أساسِيًّا للأمنِ والاستقرارِ.
كما نوهت، في هذا الإطار، بجهُودِ قوّاتِنَا الأمنيّة والعسكريّةِ وبِرفعَةِ تنسيقِهَا المشتَرَكِ، داعية كافة ولُاّةَ المناطق الحدوديّةِ إلى تكثيفِ التّواصُلِ والتنسيقِ بينهم، تفعيلاً لِآلياتِ التعاونِ القائمَةِ، ولاسيّما استكشافَ فُرصِ التعاونِ وبَحثَ تشجيعِ مُبادراتِ القطاعِ الخاصِّ لبعثِ مشاريعٍ مشتركةٍ في هذه المناطقِ ذاتِ الأولويّةِ لبلديْنَا الشّقيقيْنِ.
من جانبه عبر الوزير الأول الجزائري السيد أيمن عبد الرحمان عن سروره وغبطته أن يلتقى مجددا بعد أقل من شهرين من زيارته إلى تونس بالأشقاء التونسيين على هذه الأرض الطيبة المعطاء وفي هذه المنطقة المجاهدة التي امتزجت فيها دماء الشعبين الجزائري والتونسي لاحياء الذكرى 64 لأحداث ساقية سيدي يوسف الخالدة واستحضار التضحيات الجسام لشهدائنا الأبرار والملاحم النضالية التي صنعوها لأجل التحرر من نيران الاستعمار واستعادة الاستقلال.
وذكّر الوزير الأول الجزائري بأنه في مثل هذا اليوم من سنة 1958 أبى الشعبان الجزائري والتونسي إلا أن يسجلا صفحة خالدة من تاريخهما المشترك ليصنعا فيها أبهى صور التلاحم والتٱزر دفاعا عن قيم الانسانية والحرية والكرامة.
وأشار السيد أيمن عبد الرحمان إلى أن حضوره للمشاركة في احياء ذكرى أحداث ساقية سيدي يوسف جاء بتكليف من رئيس الجمهورية الجزائرية السيد عبد المجيد تبون الذي يحرص ان تحظى العلاقات الثنائية بين البلدين بالخصوصية والتميز لما يجمع البلدين من وشائج الأخوة وحسن جوار وتاريخ ومصير مشتركين، وقد عبر عن هذه الإرادة الصادقة التي تطبع التعاون بين البلدين، رئيسا البلدين بمناسبة زيارة الدولة التي أداها الرئيس الجزائري إلى بلده الثاني تونس يومي 15 و16 ديسمبر 2021، والتي كللت بالتوقيع على عدد كبير من الاتفاقات بين البلدين في شتى المجالات وتوجت باعلان قرطاج الذي يرسم معالم طموحة للرقي بالعلاقات بين البلدين.
وأضاف الوزير الأول الجزائري أن نتائج هذه الزيارة الرئاسية ستتبلور أكثر في الاستحقاقات الثنائية القادمة لا سيما اجتماع اللجنة المشتركة الكبرى الجزائرية التونسية وهذا بغية الارتقاء معا بمستوى التعاون الثنائي إلى مصاف شراكة فعالة ومتضامنة تكون في مستوى تطلعات الشعبين ومبنية على أهداف التكامل والاندماج وفق ما تقتضيه متطلبات الحاضر ورهانات المستقبل المشترك.
ونوه الوزير الأول الجزائري إلى أن أبرز الأولويات التي ستكون موضوع تشاور وتنسيق مشترك بين حكومتي البلدين هي تحقيق التنمية والتكامل بين المناطق الحدودية في الجزائر وتونس عبر وضع تصورات وٱليات جديدة وبعث مشاريع تنموية مبتكرة من شأنها أن تكون أكثر واقعية وتعود بالمنفعة المشتركة على أهالي هذه المناطق.
وقال السيد أيمن عبد الرحمان أنه كما امتزجت دماء الشعبين بالأمس في سبيل الحرية والكرامة هاهي جهودنا ومساعينا تتكاتف في بناء علاقات تعاون استثنائية بين الجزائر وتونس، معبرا بالمناسبة عن عميق ارتياحه لما تحقق ولما ٱلت إليه العلاقات الثنائية، التي تستحق أن تكون نموذجا يحتذى به في التعاون والتفاهم وحسن الجوار وحجر أساس متين لبناء فضاء اقليمي متجدد يكون أكثر اندماجا ونجاعة في محيط اقليمي ودولي متقلب.
المصدر: رئاسة الحكومة
شارك رأيك