دأب المستوطنون الإسرائيليون على اقتحام المسجد الأقصى الشريف يساعدهم في ذلك الجيش الإسرائيلي المحتل رغم أن ما يقومون به تعدُّ أعمالا معادية للمسلمين واستفزازية إلى حد كبير، وهم في ذلك يرسخون لمفهوم العدائية واليهود-فوبيا ويتعاملون بعنصرية مع المسلمين في فلسطين ويزاحمونهم في مقدساتهم التي كتبها الله عز وجل لهم دون غيرهم، فالدولة الإسرائيلية لا تعترف بخطأ ما يقوم به هؤلاء المستوطنون ظنا منها أن ما يقوم به هؤلاء من صلب عقيدتهم التوراتية المحرّفة على مدى القرون الماضية، مما جعل هؤلاء المستوطنين يتوهمون أنهم يمارسون الحقيقة الغائبة في توراتهم ويعتقدون أن كراهية المسلم والعربي عموما من أولويات دينهم، فإذا كان هذا صحيحا فلماذا يقيمون علاقات صداقة مع دول عربية عدة ويعتبرونهم أصدقاءهم؟
بقلم فوزي بن يونس بن حديد
هذه الازدواجية التي يعاني منها المستوطن اليهودي جعلته يُبيح اعتداءاته في جانب من حياته ويعقد صفقات مع آخرين عرب في جانب آخر، فإذا هم لا ينظرون إلى دين أو طقوس إنما ينظرون إلى مصلحة تقتضي منهم أن يكونوا عدائيين مرة ومسالمين مرة أخرى، فالعرب الموجودون في الإمارات والبحرين والسودان والمغرب – البلدان التي طبعت علاقاتها مع الكيان الصهيوني – هم العرب أنفسهم في القدس الشريف والشيخ جراح وجنين وغزة والضفة الغربية، لذلك فاليهودي يعيش اليوم تذبذبا في حياته ومعتقداته وأعماله وعاداته وهو مريض نفسيا ومعتوه علميا ومنطقيا، لا يستخدم عقله بقدر ما يتبع هواه، ولا أدل على ذلك ما يصرّح به حاخاماتهم بين الفينة والأخرى من إقامة حفلات وهمية تظهر تمسّكهم بالدين اليهودي الذي هو براء مما يفعلون ويقومون.
اعتداء على الإنسان وتكريس للعنصرية
متى يفهم الإسرائيلي وخاصة المستوطن أن الذي يقوم به هو اعتداء على الإنسان وتكريس للعنصرية المقيتة واتباع للهوى والشيطان وتحريفٌ لما جاءت به التوراة، ومتى يفهم أن المسلمين وإن تقاعسوا عن أداء واجبهم المقدس اليوم فإنهم سينتفضون يوما على ما يقوم به المستوطنون من أعمال استفزازية وإجرامية في حق أصحاب الأرض سواء في القدس الشريف أو في حي الشيخ جراح أو في غزة أو في أي مكان في فلسطين، ومتى يفهم أن أرض فلسطين أرض عربية بها مسلمون ومسيحيون ولن يسمحوا لقطعان المستوطنين أن يسيطروا عليها أبدا، فصاحب الحق لن يسكت مهما تعرض للتعذيب وانتهاك خصوصياته، وصاحب الأرض لن يترك أرضه ومنزله من أجل نزوة أو عقيدة بالية يعتقدها اليهود المتطرفون.
متى يفهم الإسرائيلي أن فلسطين ستنتصر يوما وإن طال الزمان، وسيخرج منها اليهود صاغرين، ولا يمكن لهم أن يعيشوا فيها للأبد، سيأتي عليهم قوم يحبون الله ويحبهم، أعزّة على الكافرين، أذلة على المؤمنين، يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم، هذه ليست خرافة وليست من حكايات الماضي أو قصة ألف ليلة وليلة، بل هي واقع جديد سيترك حقيقته اليهود، هؤلاء سيأتون قريبا، وستتزعزع الدولة الإسرائيلية القائمة على الوهم، وسيدرك الجميع أنها أوهى من خيط العنكبوت، فإرادة الله فوق إرادة الجميع ولن يسلم اليهود من هذه الصاعقة التي نؤمن يقينا أنها ستكون.
ما بني على باطل فهو باطل
وأعتقد أنه مهما قلنا لن يفهم اليهود أنهم يوما زائلون وأنهم إلى الجحيم سيُرمَون، وأن دولتهم ستنقرض، فما بني على باطل فهو باطل، طال الزمان أو قصر، وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، فلا تغرنّكم الحياة الدنيا التي استمالت بعض العرب وأقاموا علاقات معكم، فإنهم سيدركون يوما أنهم مخطئون أو بالأحرى خاطئون وأن الحق سيظهر وإن خفي لبرهة من الزمن، وسيدرك اليهود والمستوطنون أنهم لا محالة هالكون.
فمتى يكف الإسرائيليُّ المستوطن المتطرف عن انتهاك المسجد الأقصى الذي صلى فيه الرسول صلى الله عليه وسلم بالأنبياء والمرسلين ومنهم سيدنا موسى عليه السلام النبي المرسل لليهود، مما يعني أن أحقية هذا المسجد تعود للمسلمين لأن ما جاء به موسى هو ما جاء به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
شارك رأيك