اختتمت اليوم الخميس 17 فيفري 2022، عن بعد، فعاليات المؤتمر التشاوري الإقليمي العربي الذي يترأّسه سمو وزير الثقافة بالمملكة العربية السعودية بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، وذلك للإعداد للمؤتمر العالمي للسياسات الثقافية لليونيسكو “موندياكولت” (Mondiacult) الذي سينتظم أيام 28 و29 و30 سبتمبر 2022 بالمكسيك.
وبهذه المناسبة، أشرفت وزيرة الشؤون الثقافية الدكتورة حياة قطاط القرمازي، ممثّلة عن الجمهورية التونسية بصفتها نائب رئيس، على تسيير محاور هذا اليوم الختامي والتي تتمثّل في سبل تعزيز الاقتصاد الإبداعي من خلال الحوكمة وتطوير البنى التحتية وكيفية إسهام التعليم وبناء القدرات في مجال الثقافة في زيادة اشراك الشباب وتوظيفهم.
وشارك في أشغال اليوم الثاني مساعد المديرة العامة للثقافة بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة السيد إرنستو أتوني وعدد من وزراء الثقافة بالبلدان العربية وممثلي اللجان الوطنية الدائمة التابعة لليونيسكو وممثلين عن المنظمات الحكومية الدولية والإقليمية وشبه الإقليمية والمنظمات العربية والدولية والإقليمية.
وفي هذا الإطار ألقت وزيرة الشؤون الثقافية الدكتورة حياة قطاط القرمازي كلمة أكّدت فيها سعي الجمهورية التونسية، على مرّ سنوات، إلى معاضدة مجهودات منظمة “اليونيسكو” ومبادراتها من أجل إرساء السلام وتعزيز التعاون الدولي في مجالات التربية والعلم والثقافة من خلال مصادقتها على عدد من الاتفاقيات الدولية وحرصها على متابعة تنفيذها على الصعيد الوطني وإعداد التقارير الدورية المتعلقة بها.
كما ّأشارت إلى أنّ تونس تولت في السنوات الأخيرة ترسيم مجموعة من العناصر التراثية على قوائم اليونيسكو للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية، منها عناصر وطنية، ومنها مغاربية على غرار ترسيم “المعارف والمهارات والممارسات المرتبطة بإنتاج الكسكسي واستهلاكه” الذي تقدمت به بلادنا معية الجزائر والمغرب وموريتانيا سنة 2019 ، وتسجيل “النخلة” بمبادرة من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الألكسو” ومن بعدها مباشرة تسجيل فنون الخط العربي بجهود مشتركة مع عدد من الدول العربية.
وأوضحت أن ما عاشته الإنسانية مؤخرا بسبب استفحال جائحة كورونا وتداعياتها الخطيرة على جميع المستويات وخاصة قطاع الثقافة والعاملين فيه من مبدعين وفنانين، دفع الجمهورية التونسية إلى إرساء مقومات فلسفة جديدة للعمل الإبداعي تكون دعامة لوضع الإصلاحات الناجعة والفعالة، حيث تم بعث المركز الدولي للاقتصاد الثقافي الرقمي وهي مؤسسة رائدة في المجال من شأنها أن تساهم في تطوير التعاطي مع العمل الثقافي كمّا ونوعا بما يستجيب وتطلعات الشباب المنخرط في ثقافة التكنولوجيات الحديثة وما يجعل القطاع الثقافي مجالا لخلق الثروة بطرق حديثة ومبتكرة.
كما أكّدت أن تونس تسعى إلى الانخراط في برامج فاعلة إقليمية ودولية تمنع استيراد وتصدير نقل ملكية الممتلكات الثقافية بطرق غير مشروعة وتفعّل التشريعات الدولية وتكرس التعاون وتبادل الخبرات والفرص وإدراج كل المجهودات في إطار أوسع ورؤية تتمثل في مقاومة الإرهاب وتجفيف منابعه، واحترام خصوصيات الثقافات الأخرى واحترامها وجعلها مكامن قوة بحسن توظيفها في التنمية المستدامة.
شارك رأيك