نقاش قضايا تونس في السياسة والاقتصاد والأمن والمعيشة، كلما اتسع وزاد هذه الأيّام، علمنا أكثر بأيّ مكر وخداع وتضليل وسمسرة وسقوط كان أبالسة العشرية الفائتة و على رأسهم حركة النهضة يحكمون، واقتنعنا بأن الرجوع إلى ما قبل 25 جويلية – تاريخ الإعلان عن الإجراءات الاستثنائية من طرف الرئيس قيس سعيد بجميع ما أفرز، يجب بأيّ حال ألاّ يكون.
بقلم سعيد الخزامي *
مع كل نقاش يثار اليوم في غرف السياسة وفي الندوات والإعلام والشوارع والمقاهي وعلى الانترنيت، نزداد يقينا بأنّ تونس كانت حقّا في خطر جاثم. كنّا، التوانسة، ندرك أننّا في حالة بائسة، لكننا كنا ندرك أيضا أننّا عاجزون على إسقاط شبكة رهيبة من المصالح والمنفعية الشخصية والحزبية بنتها “النهضة” للتمكّن في البلاد، حتى جاء 25 جويلية…
بعده، انكشف المشروع وتعرى التواطؤ الخفي، لكن الأهم أنه فُتحت الأذهان على مناقشة قضايا عمل حكام عشرية الخراب على أن نَقبَلها مسلمات لديمقراطيتهم وإنجازات لعهدهم. وهذا هو فضل قيس سعيّد…
صارت أغلبية من التوانسة مقتنعة الآن بأن دستور 2014 مغشوش، وُضع على المقاس وخرج مُلغم مُفَحّم. وصارت الأغلبية على يقين بأن القضاء، في جانب كبير منه، كان في الخدمة مُسخّرا سلطته للتغطية على خروقاتهم واختراقاتهم وفسادهم وربما حتىّ على جرائمهم،
وصار لا يساورها شك في أنّ الهيئات التي صنعوها قد استجابت لما طلبوا ومكنتهم من المناصب والغنائم كما اشتهوا، وأن الحلّ في حلها…
نقاش قضايانا في السياسة والاقتصاد والأمن والمعيشة، كلما اتسع وزاد هذه الأيّام، علمنا أكثر بأيّ مكر وخداع وتضليل وسمسرة وسقوط كان أبالسة العشرية يحكمون، واقتنعنا بأن الرجوع إلى ما قبل 25 جويلية بجميع ما أفرز، يجب بأيّ حال ألاّ يكون.
* صحفي و محلل سياسي.
شارك رأيك