استرجعت مصالح الإدارة الجهوية لأملاك الدّولة والشؤون العقارية بمنوبة اليوم الجمعة 25 فيفري 2022 عقارا دوليا غير فلاحي يعرف بـ “سبيل حمودة باشا” واقع بموقع استراتيجي بالمدخل الرئيسي لمستشفى محمد القصاب بمنوبة على مساحة 3160 م2 تنفيذا لقرار إخلاء صادر عن والي الجهة بحضور ممثلين عن وزارة الشؤون الثقافية والسلط المحلية والأمنية.
ويكتسي هذا العقار الذي تمّ الاستيلاء عليه من طرف الغير أهمية بالغة من حيث الموقع ومن حيث قيمته التاريخية بإعتباره معلما تاريخيا مرتبا وهو منشأة مائية تتمثل في سقاية أحدثها حمودة باشا الحسيني على الطريق الرابطة بين الحاضرة تونس وضواحي منوبة سنة 1792 ميلادي.
وقد تسلمت مصالح المعهد الوطني للتراث التابع لوزارة الشؤون الثقافية العقار المستردّ وتعهدت به لحسن توظيفه.
حول هذا المعلم التاريخي كتبت وحيدة السكوحي الباحثة بالمعهد الوطني للتراث ما يلي : “هو منشأة مائية تتمثل في سقاية أحدثها حمودة باشا الحسيني ( 1782-1814) على الطريق الرابطة بين الحاضرة تونس وضواحي منوبة سنة 1792 وفق ما جاء في النقيشة التذكارية الموجودة على واجهة المبنى، وقد كانت محطة للاستراحة حيث كانت تضمَ عدة ملحقات اندثرت اليوم على غرار مسجد للصلاة ومقهى. وسبيل حمودة باشا من المعالم الأثرية المرتبة منذ سنة 1922
“ويتكوَن مبنى السبيل من بناية مربَعة الشكل، تعلوها قبة محدَبة مغشاة بوزرات من القرميد الأخضر، أمَا الواجهة فقد حملت زخارف مصنوعة من حجارة الكذال فاتحة اللون على شكل قوس ذي خمس فقرات متناوبة سوداء وفي باطن العقد وضعت نقيشة تذكارية مكتوبة بخط الثلث الأسود على أرضية رخامية بيضاء.
“وعلى يسار مبنى السقاية، يوجد حوض مائي ذي استطالة وقليل العمق، لجمع الماء القادم من فوهة السبيل، وفي أقصى الحوض بني مجلس مربَع الشكل في شكل دكانة للاستراحة وتوَج أحد مقاعده بقوس نصف دائري غائر للتظليل. وبالجهة الجوفية يوجد حوض مائي ثاني ذي استطالة يتعامد مع الحوض الأول. وبالناحية الشمالية الشرقية توجد بناية البئر ذات ناعورة تعمل على استخراج الماء الصالح للشراب عن طريق الدواب.”
شارك رأيك