في 23 فيفري الماضي، أعلن الكاتب و السيناريست و المترجم وليد سليمان عن إصدار جديد له قريبا. اليوم نعرف ان هذا الاصدار هو ترجمة ل”حرية شرسة” جاءت كما يقول تكريما لامرأة تونسية مناضلة تدعى جيزال حليمي. في انتظار توزيعه على المكتبات…، يكتب المترجم:
“فخور باصطفافي إلى جانب “الحرية الشرسة” وبتكريم امرأة تونسية أيقونة ساهمت في تغيير العالم إلى الأفضل: جيزال حليمي… المرأة التي ملأت الدنيا وشغلت الناس…
فخور بتوقيع أول ترجمة عربية لأعمال المناضلة الخالدة جيزال حليمي من خلال كتابها “حرية شرسة” الذي يلخص تجربتها الفريدة وأعتبره أفضل مدخل لأعمالها …”، وفق ما دونه وليد سليمان على حسابه الخاص بصفحات التواصل الاجتماعي.
الحظ يصادف الزميل ناجي الخشناوي الذي قرأ الكتاب قبل توزيعه على المكتبات و نشر مقالا حوله.
“أول مقال يصدر عن ترجمتي لكتاب “حرية شرسة” لجيزال حليمي وآنيك كوجان قبل حتى أن يوزع الكتاب في المكتبات بقلم صديقي الصحفي المتميز ناجي الخشناوي الذي كتب نصا عميقا ومتأنيا يرغب القارئ في الاطلاع على الكتاب…”، يعلق وليد سليمان، و يضيف: “أقطتف هذا المقطع من المقال وأعتبره أفضل شهادة لي كمترجم محترف في بلد تخصصت مؤسساته الرسمية في الجحود وفي تهميش مهنة المترجم الأدبي”، يعلق المترجم و ينشر المقتطف التالي من مقال الصحفي الخشناوي:
” عندما يقع بين يديك كتاب «حرّية شرسة» الصّادر حديثا عن دار الكتاب بتونس، وتتوغّل في قراءته، ستتخلّى منذ الأسطر الأولى […] عن الرّغبة في الاطّلاع على النص الأصليّ للكتاب une farouche libert، الصادر عن منشورات غراسييه بفرنسا 2020، ذلك أن الكاتب والمترجم التونسي وليد سليمان «أحكم» تعريب وترجمة هذا النص/الوثيقة، الذي ينفرد النّاشر التونسي الحبيب الزغبي، صاحب دار الكتاب للنّشر والتوزيع، بتقديمه للناطقين باللغة العربية لأول مرة…”.
……………………
…و كتبت رجاء بن سلامة، المديرة العامة لدار الكتب الوطنية ما يلي في وفاة جيزال حليمي:
“جيزال حليمي : سبقنا الموت إليك !
ولدت زيزا جيزيل إليز الطيب بحلق الواد سنة 1927، ووافتها المنيّة في هذا اليوم الموافق لـ28 جويلية 2020. لها العديد من المؤلّفات، منها “جميلة بوباشا”، كتبته بمعيّة سيمون دي بوفوار وآخرين (1962)، و “قضيّة النّساء” (1973)، و”لبن شجرة البرتقال” (1988) و”القضيّة الجديدة للنّساء”(1997)، و”الكاهنة” (2006)، و”لا تستسلمن أبدا !” (2009)، إلخ، أغلبها متوفّر في المكتبة الوطنيّة.
أردت دعوتها إلى تقديم محاضرة بالمكتبة الوطنيّة منذ سنتين، وتشرّفت بموافقتها. ثمّ صعب الاتّصال، ثمّ اتّصلنا بها في مستهلّ هذه السّنة وكانت الزّيارة ستتمّ بالتّعاون مع السّفارة الفرنسيّة، لكن كوفيد 19 حال دون تحقيق الزّيارة، ثمّ سبقنا الموت إليها.
بدأت نضالها النّسويّ ولها من العمر عشر سنين، كالكثيرات منّا، عندما يصطدمن بالتّمييز بين البنات والبنين في الأعمال المنزليّة. كبرت وأصبحت محامية رغم تواضع أسرتها. وخاضت معركة التذحرّر من الاستعمار الفرنسيّ في تونس والجزائر، وتولّت الدّفاع عن مجموعة كبيرة من المعتقلات والمعتقلين الجزائريّين، وأدانت التّعذيب الذي مارسه الجيش الفرنسيّ. وغادرت البلاد مع الاستقلال، مثل ألبير ممّي. وحافظت على جنسيّتها التّونسيّة إلى جانب الفرنسيّة، وكانت سيرتها ملحمة دفاع عن قضيّة النّساء، وعن النّساء المغتصبات، وعن حقّ النّساء في الإجهاض ، وعن كلّ القضايا العادلة، التي منها القضيّة الفلسطينيّة. وهي إلى جانب ذلك كاتبة لم نول بعد نصوصها البديعة الجيّاشة حقّها من القراءة والدّراسة والتّدريس والتّرجمة في تونس، وفي المغرب الكبير والعالم العربيّ.
ليبق ذكرك خالدا وعبقا على مدى الدّهر !”.
شارك رأيك