أشرفت وزيرة الشؤون الثقافية الدكتورة حياة قطاط القرمازي صباح اليوم الجمعة 04 مارس 2022 بمسرح المبدعين الشبان بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي على افتتاح منتدى “بادر” للاقتصاد الإبداعي الذي ينظّمه مركز تونس الدولي للاقتصاد الثقافي الرقمي.
وواكب هذا اللقاء كل من وزير الاقتصاد والتخطيط السيد سمير سعيد ومحافظ البنك المركزي السيد مروان العباسي، إلى جانب عدد من الخبراء والمختصّين وأصحاب المشاريع وإطارات الوزارة والمدينة.
ويطرح منتدى بادر للاقتصاد الإبداعي مجموعة من الإشكاليات الخاصة بريادة الأعمال في مجال الاقتصاد الإبداعي مع اقتراح الحلول الكفيلة بالانتعاش الاقتصادي في هذا المجال، ويهدف أساسا الى بعث فرص تنموية للصناعات الثقافية وتحفيز فعل الابتكار في إطار منوال تنموي إبداعي.
وفي كلمة ألقتها بالمناسبة، توجّهت وزيرة الشؤون الثقافية الدكتورة حياة قطاط القرمازي بعبارات الترحيب لكل من وزير الاقتصاد السيد سمير سعيد ومحافظ البنك المركزي السيد مروان العباسي وكل المشاركين من خبراء ومختصين في هذا المنتدى الذي يعنى بالاقتصاد الإبداعي وتنظمه وزارة الشؤون الثقافية بمشاركة هذه النخبة.
وأكدت الوزيرة في سياق متّصل على أهمية هذا الحدث لكونه يؤسس لعلاقة جديدة ومتنافذة بين “الثقافي” و”الاقتصادي التنموي” الذي أصبح قواما مركزيا لتنمية البلدان والارتقاء بأدائها الاقتصادي، إذ أصبح النشاط الثقافي في السياق المعاصر قطاعا واعدا لتحقيق الثروة وخلق مواطن الشغل، وهو المحفّز للابتكار فضلا عن كونه نشاطا فنيا إبداعيا وفكريا يرتقي بالعقول ويكوّن ذائقة جمالية سليمة تسمو بالذهن والروح في الآن ذاته، ويسهم في بناء شخصية متوازنة تحمي من التطرّف والغلو.
وثمّنت وزيرة الشؤون الثقافية قيمة المخزون الثقافي التراثي المتنوّع لبلادنا والذي يعزز من فرص التوظيف مع اعتماد الطاقات الشابة القادرة والواعدة التي تشتغل على جملة من المشاريع الوطنية الكبرى في الاقتصاد الثقافي، منها الرقي بالجهات الداخلية وإدماجها في منظومة التنمية.
وختاما، نوّهت الدكتورة حياة قطاط القرمازي بالعمل القيّم الذي يجتهد في إنجازه مركز تونس الدّولي للاقتصاد الثقافي الرّقمي، مشيرة إلى أن تحقيق أهداف منتدى “بادر” وغاياته يتطلّب العمل على إحكام المتابعة الدورية لمخرجاته وتوصياته بالتنسيق مع مختلف المؤسسات والهياكل الحكومية ذات الصلة مجددة ترحيبها بكلّ من وزير الاقصاد والتخطيط السيد سمير سعيّد ومحافظ البنك المركزي السيد مروان العباسي اللذان دعّما المقاربة التشاركية لهذا النوع من البرامج الاقتصادية الثقافية.
من جهته اعتبر وزير الاقتصاد والتخطيط السيد سمير سعيد أن أهمية الاقتصاد الإبداعي تكمن في التعريف بتونس خاصة في مجال التراث الثريّ، حيث تحتل التطبيقات الرقمية للترويج للبلاد كوجهة سياحية وحضارية في ذلك مكانة خاصّة وهامّة، مضيفا أن الثقافة هي مسهم فاعل في إنعاش الاقتصاد الوطني إذ تمثل قرابة 1% من الناتج الداخلي الخام للبلاد.
من جهة أخرى، أكّد محافظ البنك المركزي مروان عباسي على وجوب تقريب وجهات النظر بين مختلف الجهات المعنية لإيجاد حلول جذرية لتسهيل عملية الاستثمار في المجال الاقتصادي الإبداعي تتلائم مع خصوصياته وتحدياته.
واستعرض أرقاما تعكس أهمية الاستثمار في هذا المجال حيث ترصد الدولة حوالي 8, 44 مليون دينار لمجموع 646 مؤسسة ناشئة متخصصة في الاقتصاد الإبداعي.
وللتذكير، من المنتظر أن يتحوّل منتدى “بادر للاقتصاد الإبداعي” في مرحلة ثانية للجهات سعيا لخلق بيئة فريدة لحوار مؤسس ومثمر بين صنّاع القرار وصنّاع الثقافة إيمانا بأهمية الثقافة والفنون والصناعات المتعلقة بها في التنمية، ويكون هدفها دفع ريادة الأعمال وبعث المشاريع في القطاع الثقافي.
شارك رأيك