استقبل رئيس الجمهورية قيس سعيد، أول أمس السبت 5 فيفري 2022 بقصر قرطاج، رئيسة الحكومة نجلاء بودن. ووفق البيان المنشور على صفحة رئاسة الجمهورية، تطرق اللقاء كالعادة إلى عموميات مبهمات غامضات مقتضبات مواربات لن تفهمها العامة وتضطر النخب إلى إجهاد نفسها لقراءة ما بين السطور بل ما وراء الحبر الإلكتروني الذي دونت به، هذا الأسلوب البارع في “التكلس” والغموض إما بالإيجاز الجاف والتعميم الخشبي أو بالحشو والإطناب دون أي معنى أو فائدة دأب عليه “كاتب” بيانات قصر قرطاج منذ وصول قيس سعيد إلى الحكم.
بقلم سنيا البرينصي
معلوم أن تواتر العادة يولد التعود والتأقلم -وإن رغما عنا- وصولا إلى اللامبالاة, لكننا كصحفيين مطالبون بقراءة بيانات رئاسة الجمهورية بآليات وبتقنيات الإتصال السياسي والرسمي فتارة نعثر على معطيات أو معلومات يمكن البناء عليها أو تأويلها وغالب الأطوار لا نجد شيئا، ولذلك نمر هاربين بعجالة من البيان المكتوب الذي لا شيء يذكر فيه إلى فيديو الخطاب الذي نجد فيه مبتغانا من المعلومات والمعطيات التي يعلن عنها رئيس الجمهورية.
في البداية ومن حيث الشكل، ظاهرة صمت بودن هي أول ما يثير الاهتمام في هذا اللقاء، بل في كل اللقاءات التي جمعت رئيس الجمهورية برئيسة الحكومة منذ تكليفها بتاريخ 29 سبتمبر 2021 لتكون أول امرأة في تونس والعالم العربي تتولى هذا المنصب، وهو ما لاقى استحسان ومباركة أغلب مكونات المشهد الوطني من أحزاب سياسية ومنظمات ونخب وطنية، لا سيما النسوية منها.
وفي الظاهر دوما، بدا اللقاء غير خشبي ولاح حميميا أو احتفائيا، أو حاول رئيس الجمهورية أن يبدو كذلك، فقد رحب سعيد برئيسة الحكومة مستعملا في ذلك كل ألفاظ الترحيب الممكنة والمتاحة والمستخدمة في البلاد حتى أنه لم يترك لبودن أي لفظة ترحيبية ممكنة للرد عليه بل لم يترك لها حتى الوقت الكافي لتبادله ترحابا بترحاب واحتفاء باحتفاء لتكتفي كعادتها بالرد بصوت خافت لا يسمع وبإشارات إيجابية توحي ب “القبول” بواسطة ملامح الوجه وحركات الرأس.
“وحي منزل” جادت به أقدار “سعيدة” على بلد منهك
بودن، وما إن انتهت وصلة الترحيب بها من طرف رئيس الجمهورية وسمح لها بالجلوس، قبعت صامتة دون إبداء صوت ودون إعلان أي رأي أو مقترحات ودون حفيف كلام أو حتى همهمة (لا ندري هل البروتوكول الجديد المعتمد بقصر قرطاج هو من يفرض ذلك) لينطلق سعيد كعادته في إلقاء خطبته “العصماء” التي ربما لا يجب أن تناقش أو تعارض بل يجب أن تسمع بانتباه شديد وفي صمت رهيب من مجالسيه وتنفذ من طرف مرؤوسيه، كيف لا؟ وهي خطب، كما يعتقد مراقبون، تكاد تشابه “الوحي المنزل” الذي جادت به الأقدار “السعيدة” على هذا البلد المنهك من تلك العشرية السوداء ليكون “منقذها من الضلال”.
بدأ اللقاء بتوجيه سعيد شكره لبودن وأعضاء حكومتها على “الجهود التي يبذلونها في مختلف المجالات”، ولا ندري لما هذا الشكر؟ وما دواعيه الواقعية والمنطقية؟ فبودن وأعضاء حكومتها لم يقدموا شيئا يستحق الذكر أو الشكر أصلا، بل هم فشلوا في أبسط مهمة منوطة بعهدتهم في إطار مسؤوليتهم أمام الشعب “اللي يعاني ونساته الأغاني وخانته الأماني”، وهي التحكم في التهاب الأسعار وتنامي ظواهر المضاربة واحتكار المواد الأساسية. فهل يعقل أن نشكر “مجهودات حكومة” وشعبها على شفا خطوة من الجوع؟ فبين الأمس واليوم يقبع الشعب في تساؤلاته مصدوما ومذهولا وباهتا ومهبوتا مرددا في السر والعلن: “كيف يا تونس أنت يا من كنت مطمورة روما؟ كيف وأنت بلد الخير والخمير؟ كيف بعد عزك التاريخي أراك تجوعين حتى أنك لا تجدين سميدا ولا زيتا ولا بيضا؟”
“فعلا هذا الأمر موجع ولشدة وجعه لا يصدق”، يعقب بحسرة في الجانب الاخر مواطن حلم بالتغيير واستبشر خيرا بعد إجراءات 25-جويلية التي ربما تكون قد أسقطت منظومة الفساد والإفساد لكن الثابت أنها لم تقض عليها.
في الأثناء تجلس رئيسة الحكومة في “الوضع الصامت” تستمع بانتباه شديد إلى كلمات شكر قد تقرأ “كمجاملة” على “إنجازات” غير موجودة ولم تجسد على أرض الواقع بل لا يصدقها حتى مجنون.
لم يستطع قيس سعيد أن يخرج من جلباب الأستاذ الذي يلقي دروسا
إذن تجلس رئيسة الحكومة أمام رئيس الجمهورية في “الوضع الصامت” أو في وضع “المشير برأسه بنعم في كل الحالات” وكأننا في ساعة درس بين أستاذ وتلميذ يستمع بانتباه إلى كلمات شكر قد تقرأ “كمجاملة” على “إنجازات” لم تتم على أرض الواقع بل لا يصدقها حتى مجنون، أو ربما قد تقرأ في إطار تشجيع الأستاذ تلميذه على الاجتهاد رغم نتائجه السلبية, يرى مراقبون إيجابيون.
طريقة جلوس رئيسة الحكومة في حضرة رئيس الجمهورية بل كل حركاتها وسكناتها تقرأ في إطار “الوضع الصامت”، ربما هو “صمت إيجابي” يعتبر متابعون، لأن العمل يبقى في كل الحالات أهم من الكلام دون فائدة، وفي الحقيقة هذا هو المطلوب لكن الواقع لا يثبت وجود عمل خارق يستحق الذكر لحكومة نجلاء بودن خاصة على الوضعين الاقتصادي والاجتماعي.
وعلى إيقاع ضجيج “صمت القصور” حين على تونس الدهر يدور، يتساءل مراقبون: لما في كل لقاءات رئيسي الجمهورية والحكومة تقريبا لم يسمع المواطن التونسي لبودن صوتا؟ أو رأيا أو مقترحا لصالح العباد والبلاد؟ يعلل هذا الأمر قائل بأن سعيد هو رئيس كل السلط وخاصة عقب إجراءات 25-جويلية؟ يرد آخر: “هذا معلوم لكن مع ذلك نريد أن نسمع صوت رئيسة حكومتنا… طريقة حديثها… فحواه… شكل إلقاء متلفظاتها ابتسامتها,.. أليس هذا من أبسط حقوقنا كشعب؟” بين هذا وذاك يعقب صحفي/ة ضاقت به/بها سبل الوصول إلى المعلومة في هذا الزمن “الجالس على رأسه” : “ويحكم… ألا تعلمون أن بودن منذ تكليفها, وقبلها سعيد منذ وصوله إلى قصر قرطاج, لم يتحدثا للإعلام الوطني, وهذا في حد ذاته كارثة, بل مهزلة؟”
نمر إلى مضمون اللقاء فكل المظاهر والشكليات خادعة وغير مهمة ولا يبقى سوى الجوهر, فبعد الترحيب المدبج بالشكر “غير المشروع”، ينطلق رئيس الجمهورية في خطابه الذي بدأه كعادته باستعراض معارفه التاريخية والفلسفية والأدبية والدينية, في حين تجلس أمامه رئيسة الحكومة في الوضع الصامت كالمعتاد, علما وأن رئيس الجمهورية لا يمارس وضعية الأستاذ على رئيسة الحكومة فحسب بل على كل ضيوفه, سواء من تونس أو من خارجها (هذا الأسلوب ربما يمكن اعتباره إيجابيا عندما يستخدم في لقاء مع ضيف أجنبي في إطار تغذية الشعور بالنخوة الوطنية), فمنذ دخوله قصر قرطاج لم يستطع سعيد أن يخرج من جلباب الأستاذ الذي يلقي دروسا في حرم الجامعة, وفي الحقيقة من الجيد جدا أن يلقي الأستاذ دروسا وأن يستمع إليه التلميذ بانتباه شديد فتلك لعمري من أسباب نهضة وتقدم الأمم, لكن هذا الوضع يكون في المدرسة وفي سنوات تشكل الوعي الأولى أما في الجامعة وفي إدارة شؤون الدولة فالأمر مختلف ويقتضي حتما النقاش والحوار والتشاركية, فليكون التصفيق حارا وناجعا يجب أن يتم فيه استخدام أكثر من يد.
استخدام المعجم الديني أسلوب طاغ في خطاب الرئيس
خلال اللقاء، قال سعيد متوجها للتونسيين: “نحن لسنا في حالة تيه وليس لدينا وجهان إثنان ونعمل من أجل تحقيق أهداف الشعب”، مستخدما في هذا الإطار معجما لغويا ومعرفيا يوصف ب “الثري” بالنسبة للعامة لكن هذا المعجم معلوم لدى النخب وخاصة هو حمال أوجه لأن التيه مصطلح أدبي وفلسفي ونفسي وديني في آن واحد، أما “يانوس” أو “جانوس” فهو إله البوابات والمداخل والانتقالات والطرق والممرات والمخارج في الميثولوجيا الرومانية.
ويفكر مراقبون بكل حزم: ماذا يقصد رئيس الجمهورية عندما يتحدث عن التيه (وإن بإيراده في صيغة النفي) هل من منطلق مقاربة أدبية أم فلسفية أم نفسية أم دينية؟ وماذا يقصد سعيد عندما يستشهد ب”يانوس”؟ هل هو ينفى عن نفسه صفة التشبه بإله؟ أو بمعنى أدق هل يمكن أن يشبه سعيد نفسه ب “إله” -طبعا نستعبد ذلك- في حال كان هذا الإله بوجه واحد عكس “جانوس”؟ يجيب آخرون في الضفة الأخرى من الحيرة المواطنية العامة: “استخدام المعجم الديني أسلوب طاغ في خطاب رئيس الجمهورية. لكن يبقى السؤال لأي رسالة ولأي غايات؟ في المقابل يتساءل مواطن يتصف بالجدية: “لماذا لا يسمى سعيد الجماعة الذين يعيشون حالة تيه وضياع؟ ومن هم هؤلاء ال “هم”؟ وعلى من يعود ضمير الجمع الغائب الذي ما فتأ رئيس الجمهورية يستعمله مرارا وتكرارا في جميع خطاباته؟”.
نعود إلى موضوع “الإله”، فوفق الميثولوجيا الرومانية “جانوس” هو إله بوجهين، وجه ينظر للمستقبل ووجه ينظر للماضي، وأيضا هو الإله التقليدي لبداية السنة أي شهر جانفي/ يناير ويعتبر هذا الشهر أصل إسمه، كما يوصف “يانوس” بأنه “مثير وحاسم في مجال النزاعات والحروب والسلام”، ففي معبده بابان يفتحان في زمن الحرب ويغلقان في زمن السلم… فأي البابين سيختار سعيد؟ نسأل ونمر.
وبعيدا عن المقاربة الأدبية أو الدينية أو الفلسفية، وحتى لا نحشر أنفسنا في زاوية الترف الفكري الذي قد لا يفهمه الجميع، نقول إنه لا أحد يمكنه التشكيك في صدق نوايا رئيس الجمهورية وخاصة لمن عرفه عن قرب أو تعامل معه مهنيا على غرارنا نحن الصحفيون الذين كنا قد حاورنا أستاذ القانون الدستوري قيس سعيد مئات المرات (اختلف الأمر بعد وصوله قصر قرطاج الذي أغلق بابه في وجه الصحافة) لكن في المقابل نعلم جيدا أن للسياسة ولحكم الدولة إكراهاتهما ومع ذلك نحافظ على اعتقادنا في صدق رئيس الجمهورية فلا يمكن لشخص مثله أن يكون ك “يانوس” فهو ثابت على مواقفه ووعوده, لكن أيضا نريد هذا الوجه “الواحد” أن يبتسم لنا أيضا يا رئيس الجمهورية؟ ولا يبتسم فقط في المحافل الدولية، على غرار قمة بروكسيل الأخيرة أين ظهر سعيد مبتسما ومنشرح الملامح، وهو أمر نكاد نفتقده في كل ظهور إعلامي له أمام التونسيين الذين يكفيهم ما يعانونه من أوضاع شديدة الاكفهرار في هذا الزمن الصعب… وعلى سبيل الذكرى – أو ربما التذكير- لا الاستشهاد… ذات عهد ذهبي أنشد إيليا أبو ماضي: “قال السماء كئيبة وتجهما… قلت ابتسم يكفي التجهم في السما”.
من هؤلاء الذين يربكون الأوضاع ويشوهون الوطن ويتآمرون عليه؟
في هذا الخطاب، أقر رئيس الجمهورية بصعوبة الوضع الذي تمر به البلاد، وهذا معطى إيجابي لأن التغلب على الداء ينطلق حتما من تشخيصه، فالجميع يعلم أن وضع تونس صعب لكن لا يجب أن يكتفي مسؤولو الدولة بالتشخيص فالمواطن يطالب بحلول ملموسة لمشاكله التي تكاد أن تصبح مستعصية.
وكالعادة دوما كلما استمعنا إلى خطابات رئيس الجمهورية نتساءل في السر والعلن على من يعود ضمير الغائب “هم”؟ من هؤلاء الذين يربكون الأوضاع ويشوهون الوطن ويتآمرون عليه؟ من هؤلاء الذين أرادوا تفجير الدولة من داخلها؟ لما يكتفي سعيد في كل مرة بتوجيه الاتهامات يمنة ويسرة دون أن يسمى المعنيين بها أمام الرأي العام الذي يطالب بمحاسبة من سرق قوته وخرب وطنه؟ وما الذي يمنع رئيس الجمهورية الماسك بجميع السلطات من محاسبتهم؟ أسئلة حارقة أصبحت بيزنطية لأنها ظلت بلا إجابة.
وفي جانب آخر، أكد رئيس الجمهورية أن الحقوق والحريات مضمونة بنص الدستور والمواثيق الدولية، وهي رسالة قد تكون موجهة للمجتمع الدولي قبل أن تكون موجهة إلى خصومه ومعارضيه الذين يتهمونه ب “الدكتاتورية”، وهو أمر ما فتئ سعيد ينفيه وآخرها في قمة بروكسيل بقوله “لن أكون دكتاتورا وأنا في هذا العمر”، في رأينا لا يمكننا الجزم إيجابا أو سلبا في ملف ضمان الحريات من عدمه بالذات لعدة اعتبارات يطول شرحها. ننتظر ونراقب وفي كل الحالات المجتمع المدني والإعلام لن يسمحا بالمساس بالحريات والعودة إلى الوراء.
سعيد شدد كذلك على احترام القانون وعلى أنه لا مجال للتطاول على الدولة أو إرباك عملها، وهذا أمر مطلوب بشدة فالدولة يجب أن تستعيد هيبتها والقانون يجب أن يطبق على كل من أراد بها شرا، لكن هذه الدولة يجب أن تكون عادلة في تطبيق القانون على الجميع دون تمييز وعادلة في تكريس التنمية والعدالة الاجتماعية بين كافة المواطنين وبين كافة الجهات دون حيف وأن تكون دولة جادة وعادلة في مكافحة الفقر والتهاب الأسعار. الإصلاح لا يجب أن يقتصر فقط على الملفين السياسي والدستوري، بل يجب أن يشمل ضرورة وعاجلا وليس آجلا المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتربوية. فكل الأوضاع لا تسر الناظرين يا رئيس الجمهورية بل على النقيض صارت تبكيهم. فواقع الحال يسجل انهيار الاقتصاد… انهيار مؤسسات عمومية حيوية ينخرها الفساد وعلى وشك الإفلاس… تفشي الفقر والبطالة وانعدام التنمية… انهيار المقدرة الشرائية للمواطن… الغلاء الفاحش والجنوني للأسعار… فقدان المواد الأساسية من زيت مدعم وسميد وغيرهما… انهيار قطاعي التعليم والصحة… تردي منظومة النقل… تراجع الثقافة بل يمكن القول انعدامها… كل هذه القطاعات تستلزم إصلاحات جذرية وعاجلة قبل أن يعم الطوفان الجميع.
الإصلاح لا يجب أن يقتصر فقط على الملفين السياسي والدستوري
طيلة الخطاب اكتفت رئيسة الحكومة نجلاء بودن ب “الوضع الصامت” ولم تنبس ببنت شفة فقط أرسلت إشارات بالمصادقة على كل ما جاء في خطاب رئيس الجمهورية… إذن على رئيسة الحكومة العمل والانكباب على تفعيل وتطبيق ما جاء في هذا الخطاب وغيره من الخطابات السابقة لرئيس الجمهورية لما فيه مصلحة تونس وشعبها.
جدير بالذكر أن منظمة “أنا يقظ” قد اعتبرت في مؤتمر صحفي عقدته بتاريخ 22 فيفري الفارط أن رئيسة الحكومة نجلاء بودن لم تحقق أي وعد من الوعود التي التزمت بتنفيذها منذ تكليفها.
وقالت المنظمة، لدى عرضها تقرير “بودن متر” المتعلق بتنفيذ الوعود التي التزمت رئيسة الحكومة بتحقيقها لدى توليها مهامها، إن بودن قدمت 17 وعدا، 10 منها في مجال الحوكمة ومكافحة الفساد و3 في المجال الاقتصادي و4 في المجال الاجتماعي.
وأضافت “أنا يقظ” أن أداء رئيسة الحكومة كان سلبيا، حيث لم تحقق إلى حد الآن أي من الوعود التي التزمت بتنفيذها منذ توليها مهامها.
وأبرزت أن 8 من هذه الوعود مازالت في طور التحقيق، و7 لم تتحقق، ووعدين اعتبرتهما المنظمة “فضفاضين” ولا يمكن قياسهما، مثل “زرع الأمل في المواطنين”، و”تطبيق القانون دون تمييز”.
وفي علاقة بالوعود في مجال الحوكمة ومكافحة الفساد، أكدت المنظمة أن بودن فشلت في تحقيق 5 وعود وشرعت في العمل على 4 وعود، على غرار “تقييم وإعادة هيكلة الإدارة العمومية”.
وأوضحت “أنا يقظ” أن رئيسة الحكومة لم تظهر منذ توليها مهامها أي نية جدية لمكافحة الفساد في إطار مهامها.
وأكدت المنظمة أن أداء رئيسة الحكومة سلبي بالمقارنة بما وعدت به.
وفي سياق متصل، انتقد عضو المنظمة يوسف بلقاسم ضعف السياسة الاتصالية لمؤسسة رئاسة الحكومة وعدم إدلاء بودن بتصريحات إعلامية أو بخطاب للتونسيين منذ توليها مهامها.
وفي المجال الاجتماعي، التزمت بودن بتنفيذ أربعة وعود، حيث انطلقت في تنفيذ وعدين وفشلت في تحقيق وعد آخر.
وأشارت “أنا يقظ” إلى أن أبرز مثال على عدم نجاح بودن في تحقيق هذه الوعود يتمثل في عجز حكومتها على تحسين القدرة الشرائية للمواطن.
واستنكرت المنظمة غياب استراتيجية واضحة لعمل كل وزارة بالرغم من تعهد رئيسة الحكومة بضمان نجاعة العمل الحكومي.
سيان بين الصمت والكلام و المهم النتائج…
وبمنأى عما جاء في تقرير “أنا يقظ” حول أداء رئيسة الحكومة, الذي لم يجانب الصواب في أغلبه, نعتبر أنه, و”برغم صعوبة الوضع” يجب أن نظل متفائلين فإصلاح الخراب الحاصل للبلد طيلة العشر سنوات العجاف لن يتم بين عشية وضحاها. لا نشكك في نوايا وإرادة رئيسة الحكومة ولا في نوايا وإرادة رئيس الجمهورية في إصلاح حال هذا الوطن المعطب في كل المجالات لكن ما يطلبه الشعب من حكامه هو إنجازات عملية ملموسة “ترى وتسمع وتحس وتلمس” في الواقع المعيشي اليومي لا الاقتصار على الخطب الرنانة وإطلاق الوعود التي لا تنفذ صباحا ومساء ويوم الأحد… المواطن يكاد يجوع – أو ربما هو جاع وانتهى أمره – فهل من حلول وهل من إنجازات تضمن قوته يا حكام البلد؟
بين معادلتي الصمت الذي قد يكون “بليغا” والكلام الذي قد يكون “بلا جدوى” فارق جوهري فاصل ينهي إبقاء الوضع في المنتصف عكس ما قامت به شعرة معاوية: إنه العمل… سيان بين الصمت والكلام… المهم النتائج… يغرد مواطن خارج السرب حلم دوما بتونس أخرى ممكنة.
شارك رأيك