لِم لا تصوّر فرنسا مستقبلا أندلسا جديدة بعربها ويهودها تحت الإسلام بعد طرده وأقوامه من شبه الجزيرة الايبيرية بعمى العصبية الدينية والحقد والرهبنة الغدر تحت سترة الصليب أو ثوب الكهانة؟
بقلم الدكتور المنجي الكعبي *
الإسلام على كل لسان في هذه الانتخابات الرئاسية الجارية حملتها منذ شهور بفرنسا ما لا مثيل له في السابق وأصبح أكثر الناس عداوة لائكية له أو مسيحية أو يهودية يحجمون أن يظهروا مناقضين لأنفسهم بمبادئ الحرية والمساواة والأخوة التي يؤمنون بها وخاصة الأخوة وهم يتابعون يوميا الصراع بين الحق والباطل حق الاسلام في قلوب معتنقيه وحقه في الأرض التي يعيش فوق ترابها، وتجنب خلط المفاهيم بين إرهاب إرهابيين وإسلام مسلمين لهم كامل الحق في الوطن الواحد، فكل وطن بلا دين كالبدن المفرغ من الروح وليس غير الإسلام أكثر تسامحاً مع الأديان فرفع منزلة أهل الكتاب الى مرتبة أهل الذمة أي أهل الحماية لهم بالاسلام، الدين الأشمل لتلك المبادئ باسم السلام والعدل والإخاء.
سلام وعدل وتوحيد وإخاء أم… فتنة وتهميش وإقصاء ؟
ولا تجد مسلماً يقول اليوم كما قالت الصحفية الكبيرة المخضرمة أخيرا لتبرير انقلاب موقف أحد أكثر المترشحين للرئاسة الفرنسية، بقبولها أخيراً لللاجئين الأوكرانيين بأنها تصرفت بحق لكونهم ليسوا كغيرهم المهاجرين المعادين لديننا.
وهو موقف يناقض ما صرحت به كذلك المساندة الجديدة للمرشح الرئاسي إيريك زمور بأنه لا يربطها شيء به لمساندته إلا حبه لفرنسا أن تعيش في أخوة مع نفسها ومع غيرها مذكرة بأنه لا رابط يربط بينهما فلا هما من نفس الدين ولا نفس العرق ولا المسار السياسي المشترك ولا من نفس الجيل.
فأن يصبح هذا المترشح اليهودي البربري الجزائري ذو الأبوين المتعربين المتأسلمين تحت الاستعمار الفرنسي لهو حكمة الأقدار ليكون مصدر نجاة وأمن وسلام وعدل وتوحيد وإخاء لا مصدر فتنة وتهميش وإقصاء. ولِم لا تصوّر فرنسا مستقبلا أندلسا جديدة بعربها ويهودها تحت الإسلام بعد طرده وأقوامه من شبه الجزيرة الايبيرية بعمى العصبية الدينية والحقد والرهبنة الغدر تحت سترة الصليب أو ثوب الكهانة.
ضرورة تجاوز الصراعات الدينية القديمة
وقد تندم يوما كل أوروبا لأنها لا توسِع للإسلام ما أوسع له الكثير من حكمائها ورجال دينها وفلاسفتها لتجاوز صراعاتهم القديمة بالمسيحية في العصر الوسيط في عصر حضارة الإسلام في الأندلس.
وتذكرنا يهودية زمور وإسلامية والديه بالكاهنة البربرية وإسلام ولديها حين دعتهما للإسلام والرضاعة من ثدييها مع الفاتح خالد بن يزيد القيسي بعد أن عمدت الى دقيق الشعير فلثته بزيت وجعلته على ثدييها وقالت له إنا جماعة البربر لنا رضاع إذا فعلناه نتوارث به ودعت ولديها وقالت لهما كولا معه على ثدييها وقالت لهم إنكم قد صرتم إخوة! (تاريخ إفريقية والمغرب للرقيق القيرواني، ص 76-79).
* باحث جامعي و نائب سابق.
شارك رأيك