استقبلت وزيرة الشؤون الثقافية حياة قطاط القرمازي الاثنين 21 مارس 2022 سفير إسبانيا لدى الجمهورية التونسية غيارمو أرديزون غارسيا والوفد المرافق له المتكون من فرناندو فيلالونجا وزير مستشار بالسفارة الاسبانية والمستشارة والقنصل مريام نافيراس للتباحث حول كيفية تعزيز علاقات التعاون في المجال الثقافي والتراثي بين البلدين، بحضور عدد من اطارات الوزارة.
ومثّلت هذه الجلسة فرصة للتداول حول سبل خلق فضاء مشترك للانتاج الثقافي والإبداعي بين تونس وإسبانيا من خلال السعي إلى وضع مجموعة من المشاريع المتنوعة وتنظيم جملة من التظاهرات الثقافية المشتركة بين البلدين على جميع المستويات بهدف تعزيز الدبلوماسية الثقافية والانفتاح أكثر على الثقافات العالمية والترويج للتجربة التونسية والتعريف بالمخزون التراثي والحضاري التونسي والإسباني.
وتمّ خلال الجلسة مناقشة جملة من المشاريع الثقافية بين الطرفين على غرار إقامة معرض توثيقي مشترك في تونس يعرّف بتاريخها وأبرز معالمها الأثرية ومواقعها التراثية والسياحية خلال القرن التاسع عشر إلى جانب مشروع تنظيم مجموعة من الأنشطة الموسيقية الأندلسية وفنّ “المالوف” باعتباره تراثا ثقافيا مشتركا.
وفي نفس الإطار ناقش الحضور إمكانية وضع خطّة عمل للمساعدة في ترميم عدد من المعالم الأثرية والمواقع التاريخية والحضارية بالجمهورية التونسية وتثمين محتوياتها ومكوّناتها بالتعاون مع الادارة العامة للتراث بالوزارة والمعهد الوطني للتراث ووكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية، سعيا إلى إعادة استغلال هذا المخزون في تعزيز السياحة الثقافية والمسالك السياحية.
وبالمناسبة نوّهت حياة قطاط القرمازي بعمق العلاقات التاريخية بين تونس وإسبانيا ومتانة الروابط الحضارية المتميّزة بينهما على مرّ العصور، معربة عن حرص وزارة الشؤون الثقافية على مزيد تطوير هذا التعاون بين البلدين وخلق فضاء مشترك للانتاج الفكري والإبداعي والارتقاء به إلى مستويات مهمّة من شأنها أن تخدم إشعاع الثقافة التونسية في الخارج وتعزّز حضورها بين الأمم.
كما أشارت وزيرة الشؤون الثقافية إلى أهمية العمل على وضع مشروع ثقافي مشترك يساهم في تثمين التراث الوطني والمخزون الحضاري التونسي بجانبيه المادّي وغير المادّي بالاعتماد على التقنيات التكنولوجية الحديثة والصناعات الثقافية والإبداعية التي أصبحت اليوم محرّكا أساسيا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وفرصة هامة للمستثمرين الشبان وأصحاب الأفكار الرائدة لتبادل الخبرات والتجارب مع المختصّين في المجال الثقافي سعيا إلى ترسيخ رؤية تشاركية وإيجاد فرص شغل جديدة.
من جهته عبّر سعادة سفير إسبانيا السيد غيارمو أرديزون غارسيا عن رغبة بلاده في مزيد دفع العلاقات الثنائية بين البلدين في قطاع الموسيقى والمسرح والسينما والأدب عبر تعزيز الحضور الإسباني في التّظاهرات الثقافية والتراثية والمهرجانات الدولية ومختلف الأنشطة الفكرية والأدبية والتشكيلية، داعيا إلى ضرورة العمل على توسيع شبكة التعاون مع بقية المؤسسات الراجعة بالنظر إلى الوزارة.
شارك رأيك