خلال الشهرين الاولين من السنة الجارية شهدت سوق السيارات في تونس تراجعا بنسبة 10 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية و ذلك بسبب نقص ما يعرف برقائق أشباه الموصلات (semi conducteur automobile) من جهة و عدم الاستقرار العالمي من جهة اخرى .
وحسب مصدر مسؤول بالغرفة الوطنية لوكلاء ومصنعي السيارات أفاد لموقع “افريكان مانجر” بان النقص العالمي في هذه الرقائق تسبب في تراجع عدد السيارات الجديدة الموردة في السوق المحلية لدى جل العلامات التجارية .
واوضح ان رقائق أشباه الموصلات تعمل على نقل العمليات عبر دوائر إلكترونية لتستخدمها في كل وحدات التحكم بالسيارة، بدءًا من الفرامل والتسارع والتوجيه وضبط الهواء والإطارات وأجهزة الاستشعار، كما زادت أهمية تلك الرقائق بالنسبة للسيارات الكهربائية التي تعتمد دوائرها بالكامل وأنظمة الأمان عليها”.
و اضاف نفس المصدر بان هذا النقص ، رافقه تدهور لسعر صرف الدينار امام العملات الاجنبية بسبب الازمة الروسية الاوكرانية ،مما اسفر عن زيادة تراوحت بين الـ3 و 5 بالمائة في اسعار السيارات الجديدة في تونس .
وشدد ذات المتحدث على ان اسعار السيارات المستعملة هي الاخرى شهدت ارتفاعا بداية من هذه السنة بسبب شح السيارات الجديدة المروجة .
و بحسب احصائيات نشرها موقع“افريكان مانجر” ، فقد بلغ عدد السيارات التي تم ترويجها في السوق التونسية عبر الوكلاء المعتمدين، خلال الاشهر الأولى من هذا العام، حوالي 6055 سيارة بمختلف أنواعها وأصنافها، مقابل 6759 سيارة خلال نفس الفترة من العام الماضي، أي بتراجع يقدر ب 10,42 بالمائة.
كما بلغ عدد السيارات المروجة خلال شهر فيفري الماضي، ما يقارب 3326 سيارة مقارنة ب3911 سيارة خلال نفس الشهر من السنة الفارطة.
و قد حافظت الكورتين “هيونداي ” و” كيا “ على صدارة الترتيب في السيارات الأكثر مبيعا بتونس ، حيث شهدت السنوات الأخيرة دخولا واضحا و ثابتا لهذا النوع من السيارات بالسوق المحلية و حتى العالمية مما يظهر الثقة التي اكتسبتها هذه العلامات مؤخرا .
و بالعودة لهذه الأرقام فقد كانت للعلامة الكورية الجنوبية “هيونداي” صدارة الماركات السيارات الأعلى مبيعًا في تونس خلال الاشهر الاولى من العام الحالي لتقوم ببيع 1308 سيارة، مقارنة مع مبيعات من نفس الفترة من العام الماضي، والتي بلغت 1320 وحدة.
و جاءت الكورية الجنوبية كذلك “كيا ” بالمركز الثاني لتسجل بيع 717 سيارة خلال الاشهر الاولى من سنة 2022 ، مقابل 827 وحدة خلال الفترة ذاتها من العام الماضي.
و تمكنت هذه السنة الألمانية ” فولكسفاغن” ، وعلى الرغم من تراجع مبيعات السيارات الأوروبية في السنوات الأخيرة بالسوق المحلية ، من العودة الى صدارة ترتيب السيارات الاكثر مبيعا في تونس لتحتل المرتبة الثالثة لتتمكن من بيع 436 سيارة خلال الفترة المذكورة مقارنة بييعها 469 وحدة خلال نفس الفترة من السنة الماضية .
العلامة الصينية “هافال ” حصدت المركز الرابع ، ببيعها 407 سيارة خلال الشهرين الاولين من هذه السنة ، مقابل بيعها ل151 سيارة خلال ذات الفترة من السنة الماضية .
للاشارة فان الترتيب الحالي لسوق مبيعات السيارات في تونس لا يعكس الشعبية الحقيقة لبعض العلامات باعتبر ان بعض “الماركات ” لم تتمكن من الحصول على طلباتها المعتادة من عدد السيارات الموردة بسبب النقص المسجل لدى الشركات الام نتيجة الازمة العالمية التي تم ذكرها في السابق .
و توقع مراقبون ان يكون هذا النقص بحوالي 10 مليون سيارة بالسوق العالمية بسبب غلق عدد من مصانع رقائق أشباه الموصلات في العالم نتيجة جائحة كورونا .
و يرى بعض خبراء صناعة السيارات بالعالم ، أن الخسائر المباشرة الناجمة عن نقص الموصلات وأشباه الموصلات بقطاع السيارات قد تتجاوز خسائره الـ 60 مليار دولار دوليا .
و يبلغ أسطول السيارات في تونس 2,5 مليون سيارة حيث ان أكثر من نصفها تجاوزت أعمارهم الـ10 سنوات ، كما يقع توريد 50 ألف سيارة سنويا من جميع الأصناف ، يمثل 80 بالمائة منها نوع السيارات صغيرة الحجم .
هذا و يضم قطاع وكلاء ومصنعي السيارات 36 وكالة وأكثر من 10 مصنعي سيارات.
المصدر : افريكان مانجر
شارك رأيك