هل يدري رئيس الجمهورية قيس سعيّد أن أخطاءه توسِع مساحة التحرّك لمعارضيه المتحالفين مع راشد الغنوشي و حركة النهضة الإسلامية أم هو عاجز على إنهاء مَن لفظتهم إرادة الشعب؟ لا نعلم تحديدا. لكننا نعلم أنه قصّر في القصاص من سارقي لُقمة التونسيين وحُلمِهم حتىّ عادت لهم الرّوح، وأنه تلهى بمشروعه السياسي الخاص حتىّ طوّع له الدولة.
بقلم سعيد الخزامي
أصبح الرئيس قيس سعيّد أمام اختبار حاسم مع هجوم راشد الغنوشي، فإمّا وإمّا.
إمّا أن يثبت أنه صاحب مشروع لإصلاح مخلفات سنوات الخراب العشر (2011-2021)، وأن يتغلب على بُطئه، وثقل تحركه، وضبابية مواقفه، فيسبق إلى السيف ليمحو مِن المشهد السياسي، بفعل القانون، مَن أجرموا في حق البلد. وإمّا أن ينكشف عجزه، فيُقويهم ويعزل نفسه أمام عودتهم الممنهجة كما يُظهرها تحديه من الغنوشي باستئناف جلسات البرلمان المجمّد، واستعادة “النهضة” مواقعها في المجالس البلدية المنتخبة الأحد (27 مارس 2022)…
يتحدث سعيّد ساخرا عن إمكان أن يجتمع أعضاء البرلمان المجمّد في “مركبة فضائية في السماء” فيما أنّهم يسجلون عليه، بتكتيك من الغنوشي، نقاطا على الأرض لا يدركها، كما يبدو…
لا يدرك الرئيس أنّ اجتماع النواب “المجمدين” (أمس الإثنين 28 مارس و عن بعد) يُراد به الدعاية الإعلامية، وستلتقطه قناة الجزيرة بالتأكيد وتجعل منه حدثا كبيرا.
كما أنه يراد منه مزيد إحراجه أمام الغرب ووضعه تحت ضغطه، وإثبات عجزه عن منعهم من التحرك ضده، فضلا عن تعميق الجدل بشأن شرعية إجراءاته وما أتت به من مراسيم…
يَدري سعيّد أن أخطاءه توسِع مساحة التحرّك لمَن لفظتهم إرادة الشعب أم لا يدري؟
عاجز هو، أم خائف، أم يُظهر الحكمة؟ لا نعلم تحديدا. لكننا نعلم أنه قصّر في القصاص من سارقي لُقمة التونسيين وحُلمِهم حتىّ عادت لهم الرّوح، وأنه تلهى بمشروعه السياسي الخاص حتىّ طوّع له الدولة.
صحفي و محلل سياسي.
شارك رأيك