واكبت وزيرة الشؤون الثقافية الدكتورة حياة قطاط القرمازي اليوم الأربعاء 30 مارس 2022 اختتام فعاليات “نساء من أجل المستقبل” الذي ينتظم بالرباط تحت سامى اشراف سمو الملك محمد السادس وبرئاسة سمو الأميرة للا مريم وبحضور المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة، “الإيسيسكو” معالي الدكتور سالم بن محمد المالك وعدد من الوزراء وممثّلي اللّجان الوطنيّة التّابعة لمنظمة الإيسيسكو، وممثلي المنظّمات الدّولية والإقليميّة.
وفي كلمتها توجّهت الدكتورة حياة قطاط القرمازي بالشكر إلى كلّ القائمين على هذه الاحتفالية المهمّة التي بادرت بها منظّمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة طيلة السّنة المنقضية، وهي مبادرة تُجلُ مكانة المرأة وَدَورِها كَشريكٍ فاعلٍ للرَّجُل في كلّ المجالات.
وبهذه المناسبة أشادت وزيرة الشؤون الثقافية بما تبذله عديد الدول والمراكز والمنظّمات، لا سيّما منظمة الإيسيسكو، والهياكل المتخصصة في قضايا المرأة، من جهد جَبَّار في هذا السّياق، للإحاطة بقضايا المرأة، وعدم تركها رهينةً لعادات وموروثاتٍ باليةٍ، لا تَمتُّ بصلة إلى أحكام وتعاليم ديننا الإسلامي السّمح داعية إلى ضرورة بذل كلّ المجهودات الدولية على عدة مستويات خصوصا منها التربوي والتعليمي والثقافي حتى تُساهم بِوَجْه أَكْملَ في تحقيق التنمية والتقدم بوجه عامّ، على درب حرص المواثيق الدولية والحقوقية والدّساتير الوطنية، على دور المرأة، ومكانتها، وقدرتها، على القيادة، والعطاء المستمر.
وذكرت أنه إيمانا بأن المرأة نصف المجتمع، عَمِلت تونس منذ فجر الاستقلال على أن يكون دور المرأة أساسيًّا في بناء الدولة الحديثة القائمة على مجتمع عادل وتعزيز اسهامها في التنمية، وقد وضعت إطارا قانونيا رائدا بإصدار مجلة الأحوال الشخصية سنة 1957 وفرض اجبارية التعليم للنساء والرجال على حدّ سواء، تَلتها جملةٌ من الإصلاحات والتنقيحات وعديد النصوص والترتيبات التشريعية التي تُكرّس خِيار المساواة بين الرجل والمرأة في كل المجالات.
وأوضحت أن تونس تعمل باستمرار على إنجاز برامج أُفقيّة لفائدة المرأة، تتعلق بتكريس المساواة وتكافؤ الفرص، بما في ذلك الاستثمار وإدارة المشاريع وتحقيق الاستقلال المالي والتمكين التكنولوجي من خلال التدريب والتكوين وتنمية المهارات المعرفية والاجتماعية والفنية مضيفة أن تونس عزَّزت كل الاجراءات والتدابير التي تتعلق بالتمييز الإيجابي لفائدة المرأة، ودعم حضورها في المواقع المتقدمة لأخذ القرار في أعلى مراتب السلطة.
وبهذه المناسبة أشادت الدكتورة حياة قطاط القرمازي بالطاقات الإبداعيّة والجماليّة وبالتزام ومثابرة الفنّانات والمنتميات إلى القطاع الفنّي في العالم العربي والإسلامي وفي تونس، وشتَّى أنحاء العالم، مشيرة إلى أنّ تاريخ تونس الحافلَ بالإنجازات النّسوية يأبى نسيان أسماء أسّسن لماضيهنّ وبنين حاضرهنّ، وَهُنّ اليوم مُلهمات المستقبل وصانعاته، هُو لن يَنسى تَوْحيدة بالشّيخ، أوّل طبيبة عربيّة مُسلمة، ولا بَشيرة بِن مْراد، رائدة الحركة النّسوية التّونسيّة ولا البرلمانيّة التّونسيّة راضية الحدّادْ، وعلى خطى هاته النّسوة، نَسجت أُخْرَيات مَسارات النّجاح والأمل، رغم الصُّعوبات اللّاتي واجَهناها.
شارك رأيك