“هي أوّل شخص نشرت معه كتابا هو ترجمة طودوروف (“الشعريّة”) ولمّا نزل طالبين نتلمّس طريقنا إلى المعرفة في دار المعلّمين العليا بسوسة مسكونين بهاجس التحديث في النقد والفكر والمجتمع.
كانت طالبة نجيبة نبيهة ذكيّة بل كانت نجمة قسم العربيّة.
سبقتني بسنة في الدراسة ولكنّنا ترافقنا، بعد صداقة الترجمةـ في مناظرة التبريز في اللغة والآداب العربيّة واستعددنا لها معا فكانت الأولى في المناظرة وكنت الرابع لكنّني سبقتها في ترتيب الانتداب في رتبة مساعد ثمّ في رتبة أستاذ محاضر وسبقتها بيوم واحد في مناقشة دكتورا الدولة رغم أنّها أودعت أطروحتها المميّزة قبلي بشهر تقريبا (اذكر هذا على سبيل المزاح لأنها لا تحبّ أن تتذكّره) .
لقد كانت في ما كتبت من بحوث علميّة خصوصا أطروحتها في دكتورا الدولة “العشق والكتابة”، وقبلها رسالتها في “الموت وطقوسه”، دقيقة ملمّة بمدوّناتها منتبهة إلى الدقائق والفروق مع وعي نظريّ عميق وتخريجات طريفة.هھ
ولئن كانت في كتابات اخرى جداليّة ناقدة نقدا جذريّا لما تعتبره عوائق في الفكر العربيّ فإنّ جذريّتها مثيرة للأسئلة التي تردّك إلى نفسك كي تختبر ما استقرّ فيها فتحيي فيك الأفكار فتلقّحها بنظرات وبصائر لافتة.
هذه التي يحب الصديق حسن بن عثمان أن يخاطبها بالأستاذة الدكتورة هي رجاء بن سلامة التي تعلّمت منها، رغم الاختلافات العديدة بيننا، حبّ التدقيق وضرورة التحقيق. لكنّ المشترك في شجرة انسابنا الفكريّة غالب”.
شارك رأيك